الشهداء النيابية تعتزم تدويل جرائم النظام الصدامي

العراق 2019/01/26
...

 
بغداد / عمر عبد اللطيف 
تعتزم لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين في مجلس النواب، تدويل الجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام الصدامي البائد تجاه أبناء الشعب العراقي، واطلاع العالم بأسره على حجم الجريمة وعمق مظلومية العراق آنذاك.
وقال عضو اللجنة عبد الاله النائلي في تصريح خص به "الصباح" على هامش الندوة الحوارية التي أقامتها اللجنة بعنوان (دور الاعلام لمناهضة حزب البعث والإرهاب): إن "هذه الندوة جاءت من أجل تنشيط الذاكرة العراقية وإيجاد عمل جماعي لكل المؤسسات الحكومية ومقاومة ومجابهة فكر البعض الذي بدأ ينشط وينمو، ولقد رأينا أن البعثيين بدؤوا بالتسلل الى (المؤسسات) الحكومية".
وتابع النائلي، أن "المطلوب من وسائل الاعلام بث برامج وأفلام وثائقية من أجل منع عودة الظلم من جديد والمقابر الجماعية، ومجابهة الفكر البعثي والارهابي ومنع انتشاره في أوساط المجتمع".من جانبها، بينت عضو اللجنة هدار بارزاني، أن "اللجنة ستعمل خلال المرحلة المقبلة على منع وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي تمجد حزب البعث وتبرر جرائمه التي ارتكبها ضد أبناء الشعب العراقي".وأكدت بارزاني في تصريح خصت به "الصباح"، أن "وسائل الاعلام وبالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة كالشهداء والسجناء عليها أن تظهر البعث بصورته البشعة الحقيقية، والوقوف بوجه كل من يحاول عودته بأسماء أخرى".عضو اللجنة حسن فدعم الجنابي، أوضح أن "الندوة تهدف الى خدمة الذاكرة العراقية من خلال توثيق الجرائم والممارسات غير المشروعة لعناصر حزب البعث وأجهزته القمعية والعصابات الإرهابية، وتوفير قاعدة بيانات متاحة عن العناصر المذكورة لتحصين المجتمع والاجيال القادمة من السقوط في براثن الظلم والطغيان والاضطهاد والإرهاب".
وأضاف الجنابي لـ"الصباح"، أن "اللجنة تسعى من خلال هذه الندوات الى المساهمة في تطوير البرامج الاجتماعية والثقافية التي تؤكد التعددية السياسية والتسامح والمساواة وحقوق الانسان وشجب الجرائم التي ارتكبها النظام البائد والعصابات الارهابية، وتمجيد قيم الشهادة والتضحية والفداء من خلال إظهار بطولات الشهداء والسجناء السياسيين في مقارعتهم النظام المقبور، وكذلك أبطال الحشد الشعبي والعشائري والقوات الامنية والبيشمركة في محاربتهم الامتداد البعثي المتمثل بـ (العصابات الارهابية)، وتبني حملة الثقافة المغايرة والمناهضة لثقافة البعث المقبور والإرهاب".
وتابع الجنابي، أن "المجتمع يجب أن يثقف على الامتيازات والحقوق التي نصت عليها القوانين النافذة للشرائح المتضررة من النظام المقبور والارهاب، ومعاقبة ومحاسبة دور النشر والصحافة والصحفيين والقنوات الفضائية والاعلاميين بصورة عامة التي تروج أو تمجد لأفكار البعث والارهاب من خلال أنشطة إعلامية مختلفة في كافة وسائل التواصل الاعلامي (المقروء والمسموع والمرئي)".
وخلصت الندوة الى عدة توصيات منها ضرورة طباعة الكتب لتضمن تضحيات الشهداء وإظهار جرائم البعث والارهاب من خلال الاستعانة بالمؤلفين والباحثين والمختصين من أساتذة جامعيين، وعقد المؤتمرات والندوات التي تصب في نفس الموضوع لما لها من الاهمية البالغة خاصة مع وجود مواضيع مركزية (سنوية)، وإقامة ورش العمل لمناقشة آليات معالجة الظواهر السلبية التي خلفها نظام البعث والإرهاب بكل جوانبها العامة والخاصة الحكومية والمدنية، ومحاولة إيصال المجتمع الى المدنية عن طريق طرح موضوعات (السلم الاهلي والمواطنة الصالحة) بالطريقة المثالية مع الاشارة الى أن تلك المفاهيم لم تكن موجودة أصلا في زمن البعث المقبور، وإقامة المهرجانات الشعرية والادبية والثقافية التي تحتوي على قصائد تؤرخ تلك الفترة المظلمة وتوثق جرائم النظام الغاشم آنذاك وتدعو الى عدم ترك المجرمين دون عقاب.
وأكدت التوصيات، على إقامة معارض الصور الفوتوغرافية ومعارض الرسم والفنون التشكيلية التي تشير الى تلك الحقبة الأليمة من تاريخ العراق، وتصور مدى بشاعة الجريمة وحجم المعاناة التي كان شعبنا يعاني منها آنذاك، وإقامة نصب ومجسمات تشير الى جرائم البعث والارهاب المذكورة آنفاً كي تكون رمزا وشاهداً على جرائم البعث المقبور، بحيث تنصب في شوارع وساحات المدن العراقية، وتأليف مسرحيات وأفلام قصيرة وسينمائية لتخليد تضحيات الشعب العراقي وكشف جرائم النظام المباد والمشاركة فيها بالمهرجانات المحلية والعربية والعالمية، وتدويل الجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام الصدامي البغيض تجاه الشعب العراقي، واطلاع العالم بأسره على حجم الجريمة وعمق مظلومية العراق آنذاك.