باسيل: الحريري يريد عون رئيساً للمسيحيين فقط

الرياضة 2020/12/19
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
حراك دبلوماسي لافت تشهده بيروت بعد الإعلان عن إلغاء زيارة ماكرون لبيروت، الحريري زار البطريرك الماروني بشارة الراعي، ليقوم الأخير بزيارة الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا, ويستقبل بعدها رئيس التيار العوني جبران باسيل، في وقت أعلن فيه مصدر إعلامي لحزب الله وجود مسعى يقومُ به الحزب، والرئيس بري لردم هوة الخلاف بين عون والحريري.

قيل الكثير بخصوص زيارة ماكرون الملغاة، وأثرها السلبي في مسار تشكيل حكومة المكلف سعد الحريري، وأعرب العديد من المسؤولين اللبنانيين عن أسفهم وحزنهم لذلك، غير أن ما أدلى به النائب الدرزي ​بلال عبد الله​، أمس السبت، يمكن أن يكثف حجم الكوميديا السوداء التي تكتنف المشهد اللبناني، فالنائب يشكر كورونا لأنها تسببت بإلغاء زيارة ماكرون! وجنبت ساسة لبنان توبيخاً وتأنيباً يستحقونه، يقول عبدالله  “لا ​حكومة​ حتى الآن رغم الانهيار الشامل، لا تخلي عن الثوابت الطائفية والسلطوية ولو على حساب لقمة العيش، لا تراجع عن الرهانات الخارجية في وقت تشتد فيه عزلتنا، بالنهاية” ويلفت النظر الى ان “من حظنا أن ​كورونا​ ألغت الزيارة، لأنها وفرت علينا توبيخاً وتأنيباً نستحقه” مشدداً على أن “كيان لبنان الذي نعرفه على طريق الزوال”، أما حزب الله وعبر فضائيته المنار فأكد بأن”الزيارة ألغيت، ولم تُلغَ المساعي الفرنسية، بينما لم يُعْدَمِ اللبنانيونَ المحاولة، وجديدُهم مسعى يقومُ به حزبُ الله والرئيسُ نبيه بري على خطِّ رئيسِ الجمهوريةِ ورئيسِ الحكومةِ المكلف، ورئيسِ التيارِ الوطني الحر، ومسعى آخرُ يقومُ به المديرُ العامُّ للامنِ العام اللواء عباس ابراهيم الذي تحركَ من بعبدا الى عين التينة فبيتِ الوسط ، والهدفُ 
تخفيفُ الاحتقان”
مصادر سياسية أكدت لـ «الصباح» أن أطرافاً فاعلة في الفريق المساعد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص لبنان؛ أجرت اتصالات مع عدة شخصيات لبنانية فاعلة الجمعة وأمس السبت بعد إصابة ماكرون، وإن الاتصالات الفرنسية ستستمر حتى يشهد الشارع اللبناني إنطلاق الدخان الأبيض من قصر بعبدا ببيروت معلناً ولادة الحكومة، وفي جديد المعلومات عن العقد التي تعترض التشكيل أن الرئيس عون أكد للحريري عدم تنازله عن حقيبة الداخلية، وأن الأخير يريد تعيين مسيحياً من جهته فيها خلافاً لرغبة عون، كما أن الرئيس المكلف يصر على تسمية وزير العدل من قبله، وهو ما يرفضه التيار الوطني الحر، وبعد وصول حالة التأليف الحكومي لأفق مسدود تحرك البطريرك الماروني بشارة الراعي على المعنيين، وعلمت «الصباح» بأن الراعي هو من طلب زيارة الحريري وباسيل له في بكركي، للاطلاع على ملابسات التقاطع بينهما، قبل أن يتوجه لقصر بعبدا والقاء الرئيس عون، في محاولة للتوسط من أجل تحريك المياه الراكدة ليؤكد في تصريح لافت له عقب الزيارة، بـ«أنني لم ألمس من الرئيس تمسّكه بالثلث المعطل»، مشدداً على ضرورة التفاهم بين رئيس الجمهورية، والرئيس المكلف.
الى ذلك أدلى رئيس التيار الوطني الحر جبران  باسيل بتصريحات مهمة بعد لقائه بالبطريرك بشارة الراعي، فقال :”ان الحريري سمّى الوزراء المسيحيين في تشكيلته بما يعاكس تأكيداته بأن الأسماء انتقاها من لائحة قدّمها إليه رئيس الجمهورية في وقت سابق” . 
وشدّد على أن عون”لم يسلّم الحريري أيّ اسم، وهو أتى على ذكر أسماء مؤهّلة للتوزير، فما كان من الحريري إلاّ أن اختار بعضها، معتبراً أن الرئيس هو من طرحها”. باسيل أشار إلى أن الأمر “لا يتعلق بالأسماء المطروحة، وبعضها قد يكون جيداً، إنما بمرجعية الدستور الذي تنص المادة 53 منه على أن رئيس الحكومة يشكّل الحكومة مع رئيس الجمهورية، لا أن يسمّي رئيس الحكومة التشكيلة ويحملها إلى رئيس الجمهورية للبصم”. 
ولفت أيضاً إلى أن “ما يجري حالياً هو محاولة إزالة صفة رئيس الدولة عن رئيس الجمهورية وتحويله إلى رئيس لجمهورية التيار فقط، عبر حصر الحديث معه بجزء من حصة المسيحيين بدل أن يكون له دوره المحوري، ورأيه في كل الأسماء من كل الطوائف، وفي التوزيع الوزاري، وشراكته الكاملة في التشكيل، وفي هذا ضرب لمنطق الشراكة ولموقع الرئاسة”.