مشهدنا الصحفي المضطرب!

الرياضة 2020/12/20
...

علي رياح  

 
إحدى عشرة سنة مرّت على آخر انتخابات أجريت لاتحاد الصحافة الرياضية العراقي .. زمن طويل كان حافلا بتحولات ومعضلات لم يكن الاتحاد غير مراقب لها ، لم تكن لديه القدرة أو الآلية لأن يكون في قلب الحدث ، خلافا لما عودتنا عليه الصحافة الرياضية العراقية في أيام مجدها وعزها وهيمنتها بل سطوتها حتى على الصعيد العربي!  
المهم أن هذا العمر المديد من سنوات العثرات والعقبات والانتظار مر أمس الأول حين التأم جمع الصحفيين الرياضيين من كل صوب في العراق كي يضعوا حدّا لهذه السلبية التي كان عليها الاتحاد بحكم الظروف العصيبة التي أحاطت بعمله نقابيا ورياضيا وحكوميا ، والنتيجة أن الممارسة الديمقراطية التي تأخرت كثيرا جاءت لنا بمجلس إدارة جديد فيه الكثير من الوجوه الشابة أو الجديدة على العمل التنظيمي في إطار الاتحاد .. وجوه أنا شخصيا اتوسم فيها الخير كله ، لأن لديها الرغبة في أن تترك بصمة وأن تنقل تصورات شباب المهنة إلى فضاء العمل المقبل ، فلابد من التجديد ، ولا بد من أن نأخذ بيد الدماء الواعدة كي تعمل تحت محددات مهنية موضوعية لا تنسف كل جميل في الماضي ، لكنها لا تبقى أسيرة له وهي تترسّم خطواتها نحو المستقبل.  
هي فرصة لأن أذكـّر الزملاء في الاتحاد الجديد بأنهم إنما يرثون تركة ثقيلة ، وهذا ليس تهويلا لما ينتظرهم من مهمات ، وإنما هو تجسيد حقيقي لواقع تراكمت فيه السلبيات بعد أن تبدلت سياقات المهنة كثيرا ، وبات من الصعب أن يتم الفرز بين ما يصلح ويصح وبين ما يجب حصره لكي يتم ركنه خارج الإطار!  
تركة ثقيلة.. نعم .. لكن زملاءنا سيجدون كل التأييد والمساندة من كل طرف منصف يريد للوضع الصحفي الرياضي أن يستقيم .. حين كنت اتتبع مجرى الانتخابات ، كانت صورة من عمق الماضي البعيد تتحرك أمام ناظري .. في تراثنا العربي يردّد من يتولى القضاء وحسم المشكلات بين الناس عبارة (لقد ذُبحتُ بغير سكين!) .. المعنى أن المهمة صعبة ، وأن جعل  الحق في موضعه مهمة لا تتيسّر دوما ، فغالبا ما تحيط بها النوايا والتقاطاعات والمصالح ..ولهذا لا يجد (القاضي) نفسه في وضع الابتهاج وهو يلمس تماما صعوبة المهام
 التي تنتظره!  
أرجو لأسرة اتحادنا الجديد ، بصورته المتجددة ، كل خير وفلاح وسط كل هذا المشهد الصحفي الرياضي المضطرب .. الأمل فيها كبير ، ولهذا كان اختيارنا لها!