بريكست: جونسون يعود للمفاوضات بعد تحذير مجتمع الأعمال البريطاني

اقتصادية 2020/12/23
...

 بروكسل: كاظم الحناوي
 
 
عاد موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) ليشغل الرأي العام الأوروبي مجددا برغم أن الأمر يبدو أنه أول تراجع لرئيس الوزراء البريطاني منذ قرار لندن الخروج في كانون الثاني 2020. وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين عن توصلها إلى اتفاق مع رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، بعد اتصال هاتفي جرى بينهما على تمديد إضافي لمفاوضات البريكست بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

وقالت فون دير لين في بيان مشترك مع بوريس جونسون : إنه "تم خلال الاتصال مناقشة الموضوعات الرئيسة التي لم يتم حلها، موضحة أنه من المسؤولية في هذه المرحلة بذل مزيد من الجهد".
وأضافت "بناءً على ذلك فقد كلفنا مفاوضينا بمواصلة المحادثات ومعرفة ما إذا كان يمكن التوصل إلى اتفاق حتى في هذه المرحلة المتأخرة".
ويقول المراقبون في بروكسل إن مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مستمرة بعد أن بدأ بوريس جونسون يدرك عواقب وخيمة لعدم وجود صفقة، جاء ذلك بعد محادثة بين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأسبوع الماضي، إذ تقرر مواصلة المفاوضات. 
يقول هندريك فوس المتخصص في الشؤون الاوروبية: لا يمكن اللعب على الرهانات عندما تدرك أن العواقب وخيمة، لأن العضوية البريطانية في الاتحاد الجمركي والسوق الداخلية الأوروبية ستنتهي أيضا في الاول من كانون الثاني، مضيفا أنه بعد موعد عشاء جونسون وفون دير لاين في بروكسل، أعطى المفاوضون أنفسهم 72 ساعة أخرى للخروج.
وعندها صرحت أورسولا فون دير لاين أنها و بوريس جونسون قررا السير في الميل الإضافي. وجعلنا فرق التفاوض لدينا تعمل ليل نهار وهي على وشك الإنهاك. ولكن على الرغم من حقيقة أننا فاتنا الموعد النهائي، لكن لابد من بذل جهد إضافي.
 وفقا لهندريك فوس من جامعة كنت البلجيكية، فإن هذا يشير إلى أن بوريس جونسون لا يتجرأ على مغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، وبدأ يتراجع بعد ان وجد أن الاتحاد الأوروبي لن يقدم المزيد من التنازلات.ولن يتم التوصل إلى اتفاق إلا إذا قام البريطانيون بتقديم تنازلات أيضا.
ويقبع جونسون الآن تحت ضغط هائل، بعد أن حذر مجتمع الأعمال البريطاني الحكومة من العواقب الاقتصادية الكارثية لعدم وجود صفقة. في الأيام الأخيرة، اضطر مصنع هوندا في سوينتون البريطانية بالفعل إلى إيقاف الإنتاج بسبب نقص الأجزاء،والشاحنات تصطف على الطرق السريعة المؤدية إلى ميناء كاليه أو ميناء دوفر في طوابير ضخمة لعبور القناة الرابطة بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي على جانبي القناة.
 حتى الحكومة دعت المتاجر الكبرى إلى تخزين المزيد من الطعام. أشارت العديد من استطلاعات الرأي بالفعل إلى أن الغالبية العظمى من البريطانيين أنفسهم لا يريدون مغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.