اتفاق اللحظة الأخيرة ينقذ بريطانيا من بريكست فوضوي

قضايا عربية ودولية 2020/12/25
...

 لندن: وكالات 
بعد أشهر من المحادثات المضنية توصّل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد بريكست.
وقالت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، في مؤتمر صحفي: إن “اتفاق بريكست جيد ومتوازن ومنصف للطرفين”، واصفة بريطانيا بـ”الشريك الموثوق”.
وانتقلت المفاوضات بشأن اتفاق بريكست التجاري منذ الاثنين الماضي إلى رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
ويضمن الاتفاق للطرفين استمرار حركة التجارة والبضائع من دون تعريفات أو حصص.
وارتكزت المفاوضات الخاصة بالاتفاق التجاري على تقاسم نحو 650 مليون يورو من المنتجات التي يصطادها الاتحاد الأوروبي كل عام في مياه المملكة المتحدة والمدة التي ستحدد لتكيف الصيادين الأوروبيين مع الوضع الجديد، وهو خروج بريطانيا رسميا من الاتحاد في 31 كانون الثاني الماضي وتخليها عما يسمى السوق الموحدة.
ويفترض أن تصادق الدول الأعضاء على الاتفاق في إجراءات تستغرق بضعة أيام.
يشار إلى أن التجارة بين الاتحاد الأوروبي ولندن كانت ستخضع لقواعد منظمة التجارة العالمية ما يعني فرض رسوم جمركية وتحديد حصص، إلى جانب تطبيق إجراءات إدارية قد تؤدي إلى اختناقات مرورية ضخمة وتأخير تسليم البضائع لو لم يتوصل الطرفان لهذا الاتفاق.
وتصدر بريطانيا 47 بالمئة من منتجاتها إلى الدول الأوروبية، بينما يصدر الاتحاد الأوروبي ثمانية بالمئة فقط من بضائعه إلى الضفة الأخرى لبحر
المانش.
وكاد الخلاف بشأن صيد الأسماك بالمياه البريطانية يعيق أحد أهم الاتفاقات التجارية في تاريخ أوروبا الحديث بين بروكسل ولندن الذي سيجنبهما حتما نهاية فوضوية لبريكست كانت ستكبد الطرفين تداعيات اقتصادية وخيمة.
وعبر ممثلون للاتحاد الأوروبي عن ترحيبهم بالتوصل أخيرا لاتفاق تجاري مع بريطانيا لفترة ما بعد انسحابها، وكذلك عن أسفهم بشأن أجزاء في الاتفاق.
وقال البرلمان الأوروبي إنه سيدرس اتفاق التجارة الذي أبرمه الطرفان دراسة تفصيلية قبل أن يبت فيه خلال العام الجديد.  
وأشاد جونسون بالاتفاق التجاري لما بعد بريكست مع الاتحاد الأوروبي والموقع حديثا، قائلا: إن قيمته تبلغ سنويا نحو 660 مليار جنيه استرليني (895 مليار دولار)، ويبلغ عدد صفحاته 500 صفحة.
وأعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن ارتياحه حيال التوصل إلى اتفاق تجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي لفترة ما بعد الخروج البريطاني من التكتل.
بدوره أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”وحدة وحزم” الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن ذلك أثمر عن النجاح في التوصل إلى اتفاق لمرحلة ما بعد بريكست مع بريطانيا. وقال ماكرون على تويتر: إنَّ “وحدة وحزم أوروبا أثمرا”، مضيفا أنَّ “الاتفاق مع المملكة المتحدة ضروري لحماية مواطنينا وصيادينا ومنتجينا. سنعمل على ضمان ذلك”.