تفاؤل الحريري يتبخَّر.. الحكومة اللبنانيَّة تُرحَّل للعام الجديد

الرياضة 2020/12/25
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط  
 
هو العام الأسوأ على الإطلاق في تاريخ لبنان، منذ الحرب الأهليّة، هكذا يصف اللبنانيون عامنا الذي يلفظ أيامه الأخيرة، تلاحقت فيه الأزمات الاقتصادية الخانقة، وتفاقمت المصائب.. انهيار الليرة، وارتفاع التضخم إلى مستويات غير مسبوقة، وشحٌ حاد في وفرة النقد الأجنبي، وزاده كارثيةً انفجار المرفأ الهائل، وعجز الطبقة السياسية عن تشكيل حكومة منذ عدة أشهر. 
اللبنانيون الذين يستعدون لتوديع العام الأكثر كارثية كما يصفون، فقدوا الأمل كما يبدو في ملامسة حلول قريبة لأزماتهم، فالحكومة التي بشرهم بولادتها الرئيس المكلف سعد الحريري، قبل أعياد الميلاد؛ معلناً تشكيلها خلال يومين؛ لم يجدوا لها أثراً، وعاد الحريري ليتحدث بلهجة مختلفة بقوله: “بعد رأس السنة يجب أن تكون هناك حكومة، لأن المواطن لا يريد أن يرى الحريري يتوجه الى القصر الجمهوري، ويغادره من دون تشكيل حكومة”، بينما أفادت مصادر مطلعة على لقاء الحريري بالرئيس عون؛ بأن المعطيات على الأرض لا تشي باتفاق تم التوصل اليه، وإن ما أشاعه الحريري من تفاؤل بتصريحاته من قصر بعبدا؛ لم نجد ما يترجمها الى حلول حقيقية، وكل الذي تم الاتفاق عليه؛ هو أنهما اتفقا على الاستمرار بالتشاور، خلال اجتماعات لاحقة في الأيام المقبلة، فما تزال هناك نقاط عالقة بين الطرفين، ولعل الخلاف بشأن وزارتي العدل والداخلية واحدة من النقاط العالقة. 
الرئيس المكلف سعد الحريري أطلق هذه المرة تصريحات فيها شيء من المرارة المضمرة بقوله: “كنت أتمنى لو كانت هناك حكومة قبل حلول موعد الأعياد، إنما هناك تعقيدات واضحة لا تزال موجودة، وأرغب في قول أمر وهو انه على الرغم من الوضوح في المشكلات السياسية، لا يجب على اللبنانيين أن يستمعوا لأحد يقول إننا غير قادرين على وقف الانهيار الذي يحتاج الى حكومة لكي توقفه، مؤلفة من اختصاصيين للسير في مشروع الإصلاح، ومن هذا المنطلق، أتمنى على الجميع أن يعلموا أنني لن اتوقف حتى تشكيل حكومة، أصر على أن تكون من الاختصاصيين، وهو ما يرغب به رئيس الجمهورية أيضاً”. هذا وحصلت “الصباح” على مسودة التشكيلة الحكومية التي قدمها الرئيس المكلف، للرئيس اللبناني العماد ميشال عون، والتي كما يبدو لم يتم التوافق عليها، حيث تضمنت الأسماء الآتية: جو صدي وزيراً للطاقة، والدكتور يوسف الخليل لوزارة المالية، والقاضي زياد أبو حيدر وزيراً للداخلية، والدكتور فراس أبيض وزيراً للصحة، والسفير جهاد مرتضى، د.فاديا كيوان، وعبدو جريس، وشارلي الحاج، وفايز الحاج شاهين، وسليم ميشال إده، وسعادة الشامي، ولين طحيني، ، ولبنى عمر مسقاوي وزيرة للعدل. 
الى ذلك أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي،​ في رسالة ​الميلاد​، وصول وساطته بين الحريري وعون الى طريق مسدود، مؤكداً العودة الى ما أسماه نقطة الصفر، في مسار التشكيل الحكومي، حيث قال: “بسبب الوضع القائم قمنا بمبادرة لحث المسؤولين على تشكيل الحكومة، منعاً للانهيار الشامل ومنذ اللحظة الاولى، كنا ندرك الصعوبات الداخلية والخارجية، ووجود أخرى خفية ومفتعلة، تعيق التشكيل، ولكننا أخذنا  بالاعتبار مصلحة المواطنين وكنا نراهن على الضمير عند المسؤولين، وكان المبدأ ألا يتحكم أي فريق بمفاصل الحكومة، خارج المساواة بين الطوائف”.
واضاف، “الشعب ونحن نريد حكومة اختصاص محصنة، بوجه التسييس تتولى ورشة النهوض والإصلاح، وتعيد لبنان الى منظومة الأمم، وقد كنا في معرض إنقاذ الشعب، لا في معرض إعلان سقوط الدولة، ونأسف لسقوط الوعود التي أعطيت لنا فعاد تأليف الحكومة الى نقطة الصفر”.
بينما وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة تهنئة إلى اللبنانيين  بحلول عيد الميلاد حذر فيها من “استباحة المال العام، وانتهاك حقوق الناس، والسطو على أرزاقهم، فعلى مدى سنوات عجاف حكمت دولتنا ثقافة النهب، والرشى والاختلاسات، والصفقات المشبوهة التي أغرقت لبنان في الديون، حتى وصلنا إلى هذه المرحلة الخطيرة جداً، ونحن نتطلع الى الخلاص من هذا الواقع المزري”.