الأمم المتحدة: انهيار السلام الاجتماعي في لبنان

الرياضة 2020/12/29
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط  
 
تحذير شديد اللهجة أطلقته الأمم المتحدة بخصوص المخاطر الجمة التي باتت تتهدد لبنان، في وقت وصلت فيه الأزمات الحياتية العاصفة مرحلة الذروة، فالبلد على شفير الانهيار في غياب تشكيل حكومي؛ ولم يعد قادراً على لملمة أوراقه، تحت وطأة صراع سياسي يحكمه انعدام الثقة، وحضور سياسة عض الأصابع، بينما يراهن آخرون على حقبة ما بعد 20 كانون الثاني ليبنى على الشيء مقتضاه، لعله يتغير الحال. 
ممثل الأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش الذي لم يترك مناسبة الاّ وسجل فيها امتعاض المنظمة الأممية مما يحصل في لبنان. أطلق تحذيراً لافتاً الثلاثاء، قال فيه: إن "النظام الاقتصادي والمالي المصرفي اللبناني في حالة من الفوضى، والسلام الاجتماعي يبدأ في الانهيار، والحوادث الأمنية تتصاعد" مؤكداً أن "صرح لبنان يهتز في أساساته. ويبدو أن القادة السياسيين ينتظرون بايدن (بعد يوم 20 كانون الثاني)، لكن هذا لبنان وليس الولايات المتحدة". 
كوبيتش سبق تحذيره هذا بمطالبته ساسة لبنان بـ"التحرك بشكل عاجل نحو تسمية رئيس الوزراء، قادر على دعم الشعب، وتشكيل حكومة ذات كفاءة، وشاملة، ومدعومة من البرلمان كسبيل وحيد لخروج لبنان من أزماته". 
ويبدو ان ساسة لبنان كما يؤكد الباحث عباس غصن لـ "الصباح"، "لا يعيشون في لبنان، بحيث يلامسون وجع الناس المغلوبة على أمرها، هم يعيشون في كوكب آخر!!.. والاّ من غير المعقول أن يرى شخصاً أجنبياً كالسيد كوبيتش - بغض النظر عن صفته الأممية في بيروت- حجم الكارثة التي تعصف بالبلاد، بينما ساسة لبنان، و الكثير منهم لا شأن بذلك، وهم يتنعمون الآن مع اسرهم في عواصم الغرب، لتمضية أعياد الميلاد، بينما يتلظى اللبنانيون؛من شتى ألوان المصائب الحياتية، حتى أنعدمت سبل الحياة الكريمة، وضرب الفقر أطنابه في البلاد". 
زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع طالب كعادته أمس الثلاثاء باللجوء الى الانتخابات المبكرة، للخروج من المأزق اللبناني، بتأكيده أن "لا شيء يرجى من الأكثرية الحاكمة، والحل الوحيد لأزمات لبنان المتعددة: انتخابات نيابية مبكرة تطيح بالأكثرية الحاكمة". جعجع يحاول توظيف النقمة الشعبية المتصاعدة في الشارع اللبناني، على الطبقة السياسية الحاكمة، ومنهم طبعاً غريمه التقليدي في الشارع المسيحي التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون، والذي طالما حمله مسؤولية الإخفاق في قطاع الكهرباء..وهو هنا يراهن على (هبوط شعبية التيار العوني، وتصاعد شعبية القوات اللبنانية) كما تفيد الدوائر الإعلامية لحزب القوات، فهل تصيب حسابات جعجع في هذا المجال؟.. يجيب الإعلامي اللبناني عباس ظاهر بقوله : "تصميم سمير جعجع على خوض الانتخابات النيابية من موقع المعارضة، باعتقاده أن اللبنانيين سيحمّلون تبعات الأزمات السياسية، والمالية، والاجتماعية للقوى السياسية المشاركة في الحكومة العتيدة - ومنهم التيار الوطني الحر طبعاً - والقيّمين على العهد الرئاسي، هو اعتقاد منطقي، لكنه لا ينسجم مع الواقع
اللبناني".
ويضيف ظاهر "هل سيتجاهل اللبنانيون أن حزب "القوات" كان من المشاركين في حكومات سابقة تتحمل مجتمعة مسؤولية إدارة البلد؟ قوّة موقف جعجع ستنطلق من حقيقة عدم الانسجام لا السياسي، ولا الحكومي مع التيار "الوطني الحر" تحديداً. سيسحب جعجع ورقة الكهرباء من أرشيف مجلس الوزراء، لكنها لن تكون كافية".
في السياق، رد النائب زياد أسود عن التيار الوطني الحر على تصريحات جعجع بقوله: "هو مسؤول بحكم تواجده في الحكومات مثل غيره عما وصلنا اليه" مضيفاً  أن "جميع الطوائف تناوبت على الحكم بكل مقوماته، فكانت النتيجة سقوط الدولة،  وتفكك الوطن، وانقسام شعبه وتدخلات وعمولات". وسأل "الا يعتقد البعض أن التفتيش على شكل آخر من الحكم، و النظام قد أصبح ضرورة وطنية، لجمع شعب وبناء دولة بدلاً من التمسك بنظام فاشل، الفيدرالية والقانون الارثوذكسي بداية حل".