بغداد: حيدر الربيعي ومهند عبدالوهاب
رحبت الأوساط الاقتصادية، بمبادرة مصرفي الرافدين والرشيد، اللذين رفعا نسب الفوائد على الاموال المودعة، مؤكدين أن تلك الخطوة ضرورية لامتصاص «الاموال المكتنزة»، وبينما دعا خبير مصرفي، الى زيادة نسبة الفائدة الى حدود 12 بالمئة على الاموال المودعة، اكد ان قرابة 85 بالمئة من العملة المتداولة في العراق، مكتنزة لدى اصحاب رؤوس الاموال.
وأقدم مصرف الرافدين على زيادة نسبة الفوائد المالية الى 5 بالمئة للودائع الثابتة للمواطنين ولمدة سنة، وفوائد تصل الى 4,5 للذين يودعون لمدة ستة اشهر، وهي الخطوة التي اتبعها كذلك مصرف الرشيد، الذي رفع سعر الفائدة بنسبة 7 بالمئة للودائع الثابتة.
ترحيب اقتصادي
الخبير المصرفي، عبدالرحمن الشيخلي، أكد خلال حديثه لـ “الصباح” ان “العراق يعاني منذ سنوات، من ظاهرة “الاكتناز خارج القنوات المصرفية”، إذ إن أكثر من 85 بالمئة من العملة المتداولة في العراق، مكتنزة لدى اصحاب رؤوس الاموال”، مبينا ان “سبب اكتناز تلك الاموال ناجم عن فقدان الثقة بين المؤسسة المصرفية والمواطن”.
وأعرب الشيخلي، عن استغرابه من بعض السياسات المصرفية التي وصفها بـ “المعرقلة لعمليات الايداع والسحب”، لافتا الى انه “حين يحتاج المواطن الى اموال لتمشية أموره يصطدم بعدة عقبات بعد مراجعته المصارف، والكثير من البنوك لا تمنح المواطن الذي يقوم بتوطين امواله، حينما يحتاج الى قسم منها، لذلك اضطر اغلب المواطنين الاحتفاظ بمبالغهم بعيدا عن المصارف”.
زيادة الفائدة
أشاد الشيخلي بإجراء مصرفي الرفدين والرشيد، داعيا الى زيادة نسبة الفائدة الى حدود 12 بالمئة، عازيا ذلك الى جانبين، الاول سحب السيولة من الشارع، ومن ثم استثمارها داخل المؤسسة المصرفية، إذ يمكن تشغيل تلك الأموال في مجالات عدة”، مبينا أن “الجانب الثاني يتمثل في اعادة الثقة بين المؤسسة المصرفية والمواطن”.
تعزيز السيولة
بدوره، يرى الخبير المصرفي، عبد الحسين المنذري، خلال حديثه لـ “الصباح” ان “مصرفي الرافدين والرشيد أقدما على تلك الخطوة بهدف تشجيع المواطنين على وضع مدخراتهم في المصارف بدلا من ادخارها بالمنازل، وذلك من اجل الحصول على فوائد تعوضهم عن انخفاض قيمتها أمام الدولار بعد لجوء الحكومة والبنك المركزي الى تخفيض سعر صرف الدينار”.
وأوضح المنذري، أن “تلك المبادرة من شأنها تعزيز سيولة المصارف التي انخفضت نتيجة اقراض الزبائن والحكومة ونتيجة تلكؤ بعض الزبائن بتسديد أقساط قروضهم نتيجة الركود الاقتصادي الذي يعاني منه اقتصاد البلد بسبب جائحة كورونا التي ضربت أغلب قطاعات الاقتصاد في العالم”.
وحث المنذري المصارف التجارية والاسلامية على تحفيز الزبائن لايداع اموالهم بالدولار مستغلين تذبذب سعره في السوق.
الايداع في البنوك
من جهتها، شددت المتحدثة الرسمية باسم مصرف الرشيد، آمال الشويلي، على ضرورة توعية المواطنين بأهمية الايداع في البنوك، وعدم اكتناز الاموال في المنازل، إذ يمكن ان تكون عرضة للسرقة او لبعض الاقدار.
وأوضحت الشويلي خلال حديثها لـ “الصباح”، أن “الاقبال على زيادة نسبة الفائدة الى ٧ بالمئة من قبل مصرف الرشيد لمدة سنتين ونصف السنة للحسابات الثابتة، جاء لتحفيز وتشجيع اصحاب رؤوس الأموال والمواطنين من اجل ايداع اموالهم وعدم اكتنازها”، موضحة “ان المبالغ المالية للمودعين محفوظة لدينا وفي مأمن وستتم اعادتها متى ما طلبت من قبل اصحابها والمصرف ملزم بالحفاظ عليها”.
أما عن أهمية الايداع وجذب الأموال للبنوك، فأكدت الشويلي، ان “ذلك التوجه مهم بالتأكيد ويصب بصالح توجهات الحكومة للنهوض بالواقع الاقتصادي بشكل عام”، مؤكدة ان “الرشيد وضع في خطته دعم المشاريع الاستثمارية وفقا للضوابط المعمول بها للمساهمة في دعم (المشاريع السكنية/ الصحية/ التعليمية/ التجارية/ الصناعية)، مبيَّنة ان ذلك “يمكن ان يتحقق من خلال جذب الاموال المكتنزة، وايداعها داخل البنوك مقابل فوائد بنسب ومدد مختلفة”.