اللبنانيون يترقبون عودة الحريري بالترياق الفرنسي

الرياضة 2021/01/04
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
ينتظرُ اللبنانيون وهم يدخلون عامهم الجديد بفراغ حكومي، عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، من باريس وقد حمل بجعبته الترياق الباريسي الخاص، الممهور بختم الأليزيه، لعلاج إنسداد الشريان الحكومي، بعد عجز المعنيين في لبنان عن علاجه؛

وباتت الأنظار تتطلع للأم الفرنسية الرؤوم للتدخل المباشر؛ لدى الفاعلين من أبنائها، لتقديم تنازلات في المسار الجراحي الوزاري. 
المراقبون اختلفوا في ملامسة أسباب «التعثر الحكومي» وتجميد الاتصالات، بين الرئيس المكلّف، والرئيس اللبناني الذي يفترض أن يشاطره الحريري المشورة في هندسة الخريطة الوزارية، بموجب الدستور، كما أن التشكيلة الحكومية لا يمكن أن تكتسب الصبغة الرسمية؛ مالم يوقع عليها رئيس الجمهورية، تذهب بعدها للبرلمان، للحصول على الثقة.
يُرجع بعض المراقبين هذا التعثر لأسباب خارجية، بل هناك من يجزم بأن الحريري في موقف حرج؛ بعد أن وصلته رسالة أميركية؛ مفادها التحذير من مشاركة حزب الله بالحكومة، وبخلافه، سيكون عرضة للعقوبات الصارمة، يضيف من يتبنى هذه الرؤية أن الأخير بات يتذرع اليوم بذرائع داخلية غير حقيقية، ليصل بالمسار الحكومي الى ما بعد يوم 20 الجاري، بعدئذ يغادر الرئيس ترامب البيت الأبيض، ويصبح الحريري في حلٍ من مقصلة العقوبات، ويسلك السبيل السلس الذي يفضي الى الحكومة المنتظرة. 
فيما يرى فريق آخر من المراقبين أن عُقَد التشكيل داخلية المنشأ، كلمة السر فيها انعدام الثقة بين الرئيسين (عون والحريري)، واللافت أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قد تبنى هذه الرؤية في إطلالته المطولة قبل أيام، بقوله: «عندما نتحدث مع المسؤولين المعنيين، يؤكدون ان أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية، وليست خارجية»، مشيراً إلى أن المشكلة هي في غياب الثقة بين الفرقاء السياسيين، لا سيما بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مؤكداً أن «هناك مشكلات أخرى من خارج دائرة عون والحريري».
ومن المنتظر أن يصل لبنان الأربعاء المقبل، وفد من ​مجلس الشيوخ الفرنسي، في مسعى لضخ الروح في المبادرة الفرنسية، وأفاد مصدر من السفارة الفرنسية في بيروت بأن الوفد سيجري محادثات مع الفعاليات اللبنانيه؛ بشقيها الرسمي وغير الرسمي، كما سيلتقي بالبطريرك الماروني ​بشارة الراعي، ​ الذي سيقدم لهم صورة مفصلة عما أنتهت اليه جهوده؛ في محاولته التقريب بين الرئيسين عون والحريري.