التحكيم.. من يظلم من؟

الرياضة 2021/01/04
...

خالد جاسم
 
*تصاعدت في الأيام الاخيرة نبرة التهديد والوعيد من قبل ادارات بعض الاندية وجماهيرها وأطراف أخرى في دوري الكرة الممتاز، في سياق ردود أفعال سلبية تزامنت مع ما تعرضت له الفرق الكروية لتلك الاندية من ظلم وأجحاف نتيجة سوء التحكيم الذي رافق مبارياتها في الدوري وأثر في نتائجها، بحسب ما يراه مدربو ومسؤولو وجماهير هذه الفرق. 
وإذا كانت عملية الاعتراض على التحكيم وقرارات الحكام تكاد تكون ظاهرة طبيعية في كل دوريات العالم، كما هي حالة مألوفة الحدوث والتكرار في ملاعب الشرق والغرب، كما تجدها في دول العالم المتطورة، وتعثر عليها كذلك في دول العالم المتخلفة في اللعبة الشعبية الأولى، كما تشاهد أن مناظر الاعتراض على التحكيم قد تأخذ لقطات متنوعة في طبيعة رد الفعل تجاه ما يحدث من أخطاء تحكيمية، إلا أن اللافت في دورينا القائم على أسس وآليات خاطئة، حضور نوع من التطرف في ردود الأفعال تجاه ما تراه إدارات بعض الأندية على أنه غبن أو إجحاف بحقوقها من قبل الطواقم التحكيمية، وهو تطرف يتعدى حدود الاعتراض الذي يدخل في سياق المألوف في الملاعب، فأخذ منحى التهديد والوعيد؛ بدليل ان ادارات بعض من هذه الأندية لوحت  بالانسحاب من الدوري أو اللجوء الى ما يشبه العصيان نتيجة ما لحق بفرقها الكروية من ظلم على يد الأباطرة ومساعديهم في مباريات الدوري.
وبرغم أن ردود الأفعال على التحكيم والحكام في الحالات التي أشرنا اليها ليست بالأمر الجديد في ملاعبنا الكروية، بل إن الكثير من المدربين وإدارات الأندية بما فيها الأندية الجماهيرية الكبيرة كثيرا ما تعلق أسباب فشل فرقها على شماعات الحكام، وتذهب في التفسير الى أبعد من ذلك في بعض الأحيان، فتحضر نظرية المؤامرة التي تنفذ بواسطة التحكيم تجاه تلك الفرق، إلا أن حالات الشكوى والتذمر من التحكيم والحكام قد تضاعفت في الاونة الاخيرة بشكل لافت، حتى لو كانت بعض تلك الشكاوى والتصريحات التي تهاجم الحكام وقراراتهم وتأثيرها في نتائج الفرق لا تعدو كونها مبالغات أو محاولات يائسة لأجل تمرير أو تسويق مبررات أو تبريرات واهية وضعيفة الحجة والمنطق لسوء أداء هذه الفرق وضعف إمكانياتها الفنية . 
ومع حضور هذا الافتراض الذي لا يخلو من واقعية، إلا أن الأمر الواقعي الاخر الذي يجب الالتفات إليه والعناية به هو أن التحكيم في الدوري الممتاز ليس على ما يرام بشكل عام، ومسألة تعاظم الأخطاء التحكيمية التي تدخل في إطار الأخطاء غير المقصودة أو المتعمدة وحضور بعض المجاملات لفرق على حساب اخرى من قبل أهل الصافرة، هي جميعا أمور واقعية يجب على لجنة الحكام تحديدا التوقف عندها بجدية وموضوعية، واتخاذ ما يلزم من معالجات بشأنها كي لا نشاهد المزيد من الذي شاهدناه في المدة الماضية من عمر مسابقة لا تحتمل المزيد من الأخطاء والمناظر المؤذية.