جيشنا.. شموع مضيئة في كلية الفنون الجميلة

آراء 2021/01/05
...

 عبدالزهرة محمد الهنداوي
الجيش سور للوطن، والسور، هنا يعني حائط الصد الأول أمام اي اعتداء او تجاوز من قبل اي جهة خارجية، لذلك تحفل صفحات التاريخ بالكثير من المواقف البطولية لجيوش العالم، كما لا تخلو تلك الصفحات، من مواقف سيئة، لهذا الجيش او ذاك، لم تكن بمستوى المهمة فانهارت أمام ضربات جيوش أخرى.
وحديثنا اليوم، ربما يكون مختلفا، ونحن نحتفل بـالمئوية لجيشنا العظيم الذي اصبح عمره مئة عام بالتمام والكمال،، وهنا سأتحدث عن وجهٍ وصورة اخرى من صور هذا الجيش العريق، الذي سطّر عبر تاريخه الممتد على مساحة قرن من الزمان، الكثير من البطولات والمواقف الخالدة على المستويين العسكري والإنساني، وهذه البطولات ساطعة مثل الشمس، ولكن ربما كان الحديث قليلا عن دور الجيش في المشهد التنموي، او البناء الاقتصادي، بنحو مباشر، وان كانت بطولاته وانتصاراته، تمثل الأرضية الصلبة، لتحقيق الاستقرار الأمني، الذي يعد المرتكز الأساسي للانطلاق نحو تحقيق التنمية، ومن هنا سيكون الحديث عن هذا الجانب، والذي دعاني للخوض فيه، هو ذلك المشهد الجميل الذي تناولته وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قبل أسابيع، تظهر فيه قطعات من الجيش العراقي ومن صنف الهندسة العسكرية، ضمن قيادة عمليات بغداد، وهي تعيد تأهيل وإعمار منشآت كلية الفنون الجميلة وسط بغداد، وقد شعرت بزهو وفرح كبيرين وأنا أتأمل في هذا المشهد التنموي لجيشنا الباسل، ليضيف مأثرة بطولية جديدة إلى سفره الحافل بالمآثر، وقطعا ان الجيش المصري ليس افضل ولا أقوى ولا اكثر بطولة من الجيش العراقي، وقد اسهم جيش مصر في عملية البناء بنحو واسع، فكان من نتاج ذلك بناء مدن جديدة، وتنفيذ مشاريع تنموية عملاقة، في كل ارجاء الجمهورية المصرية.
ولذلك، أقول إن المرحلة الراهنة، تعد فرصة ذهبية للجيش العراقي، لأن يمارس دورا رياديا في عملية البناء وتنفيذ المشاريع، لاسيما مع وجود قوات أمنية أخرى، باتت تمتلك القدرة والخبرة في تحقيق الامن، والاستقرار في البلد..
ولاشك ان المقطع الرائع الذي ظهر فيه جنودنا الأشاوس وهم يعمرون كلية الفنون الجميلة، مع فرحة كبيرة بانت ملامحها بوضوح على مُحيّا عميد الكلية الدكتور مضاد عجيل الاسدي، يشير بوضوح، إلى ان قدرة وقوة وبطولة جيشنا في البناء، لا تقل شأنا عن قدرته وبطولته الأسطورية في حماية الوطن، وهنا نكون قد خلقنا شريكا وطنيا تنمويا فاعلا، لا يشك احد بقدراته وإمكاناته، سواء من حيث المهارات، والخبرات او من حيث التنفيذ في ارض الواقع.
فالف تحية لجيشنا الباسل وهو ينير شمعة البطولة والبناء، الواحدة بعد المئة، والرحمة والخلود لشهدائه الأبطال، ومرحى له، حاميا وبانيا للوطن.