ا.د.عامر حسن فياض
في مجتمعات تقليدية عتيقة تبز المؤسسة العسكرية لقيادة كل مؤسسات البناء والتقدم، لأنها الأقرب الى التحديث والحداثة في التنظيم والتدريب والتسليح وبكل ما له صلة بالتنمية والتصنيع والتقانة والتطور والتنوير.
زيادة لما تقدم ان كل تفكير في عملية بناء الامم والدول يحتاج عمليا الى أذرع قوية وسواعد حاضنة للتسوير والتوحيد الوطنيين، والى الدفاع عن الارض والى الحماية للمياه والاجواء الوطنية، ومن باب ضرورة استحضار مستلزم الهوية الجامعة لأبناء وتراب الوطن المتحد، يبقى الجيش مدماكا ورمز للوطنية الحقة، عندما يتفاعل ابناء الوطن الواحد بالانتصارات والهموم تحت سقف المؤسسة الوطنية العسكرية وفي خدمة علم الوطن المتحد .
ان سور الجيش كيما يبقى متينا ولامعا، لا بدّ ان يكون مسنودا بسور سيادة القانون واحترامه و مرفوعا برفعة كرامة المواطن وحرياته، لان سلاح القانون يعزز سلاح الجيش، ولأن كرامة المواطن تعزز همة الجيش، ولأن حرية المواطن تجعل من رسالة الجيش رسالة عدالة ومساواة واخاء تعزز هيبة الدولة، وترفع منسوب قيمتها وقيمها بين الأوطان .
إنَّ قصة الجيش في العراق لم تكن قصة غريبة عن قصص البناء والتنمية والحداثة والتقدم، ولم تكن بعيدة عن ملحمة الوطنية الحقة طالما سيظل بيتا للعيش المشترك بين ابناء كل تنوعات العراق بقومياته وأديانه ومذاهبه.
بيتا شامخا وسط عشوائيات العدمية الوطنية، بيتا عامرا بالتسامح والسلام والعيش المشتركن بيتا مخاصما للفتن ونعرات التفرقة والتجزئة والانفصال، بيتا كاسرا لأنوف الارهاب والعدوان والفساد والتبعية والهيمنة والاحتلال، بيتا حاميا لسيادة الدولة واستقلالها، ولحقوق الشعب وحرياته، ولحاضر تجربة التحول ومستقبلها الديمقراطي القائم على العدالة الاجتماعية.
مبارك لشعبنا بجيشه، ومبارك لجيشنا بشعبه وبذكرى تأسيسه، ذكرى مستقبل عراق افضل .