100 عام على تأسيس الجيش العراقي

العراق 2021/01/05
...

 
 بغداد: هدى العزاوي وشيماء رشيد  عمر عبداللطيف وطارق الأعرجي
 

يحتفل العراقيون اليوم الأربعاء، بالذكرى المئوية لتأسيس جيشنا الباسل التي توافق 6 كانون الثاني من كل عام، وبدأت منذ صباح أمس مظاهر الاحتفال عبر طلعات لمقاتلاتنا الجوية والمروحيات في سماء العاصمة بغداد، كما استكملت الاستعدادات في ساحة الاحتفالات الكبرى ببغداد التي تحولت إلى ثكنة لجميع الصنوف (البحرية والبرية والجوية) لاحتضان الاستعراض العسكري الكبير بالمناسبة الذي سيشهده رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي ووزيرا الدفاع والداخلية والقادة العسكريون والأمنيون والملاحق العسكريون في البعثات الدبلوماسية، وأكدت قيادات عسكرية وسياسية وبرلمانية تحدثت لـ»الصباح» أن جيشنا الباسل يبقى رغم الظروف القاهرة التي مرت به سور الوطن وحصنه الحصين ومدرسة للبطولة والفداء والتضحية.
 
رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الأول الركن عبد الوهاب الساعدي، هنأ من خلال الـ«الصباح» جيشنا الباسل بمناسبة مرور 100 عام على تأسيسه، كما هنأ  الشعب العراقي والقائد العام للقوات المسلحة و جميع منتسبي الجيش البطل.
وأعلن الفريق الساعدي إعداد ستراتيجية لخمس سنوات بمحاور مختلفة، مقللاً من دور بقايا «داعش» وإمكانية ضرب الاستقرار الأمني، وبين أن «عملية القضاء على بقايا داعش أصبحت سهلة، وأن تأثير العصابات الإرهابية محدود جداً، لاسيما أنها تتواجد في بعض المناطق خارج المدن، مؤكداً «تنفيذ جهاز مكافحة الإرهاب واجباً نوعياً بالتنسيق مع صنوف القوات الأمنية الأخرى أسفر عن قتل أكثر من 50 إرهابياً تابعاً لما يسمى (ولاية دجلة) في منطقتي بادوش وعين الجحش».
 
احتفاء وفخر
أما رئيس هيئة المستشارين والخبراء في رئاسة الجمهورية، علي الشكري، فقال لـ»الصباح»: في حديثه بمناسبة عيد الجيش: إن «الأمم تفخر بجيوشها التي لازمت الثكنات العسكرية أو شاركت في المعارك الخارجية وانتصرت أو انهزمت»، وأضاف «أننا في العراق من حقنا الاحتفاء والفخر بجيشنا الذي يعد من أعرق جيوش المنطقة والذي تمكن بدعم المقاتلين في الحشدين الشعبي والعشائري والبيشمركة من القضاء على عصابات الشر والضلالة داعش».
وأضاف ان «تلك العصابات اتخذت من العراق منطلقا لها، وكان تمكنها من العراق سيجعلها تستمر بمشروعها الاجرامي في باقي الدول، فكان سقوطها المدوي على يد أبناء جيشنا البطل بجميع صنوفه، حيث سطروا الملحمة الاكبر في التاريخ المعاصر، وصارت علاقة الجيش والشعب مثلاً يضرب للشعوب والجيوش الحية التي تأبى الا العزة».
ولفت الشكري إلى أن «الاحتفاء بعيد الجيش في هذا العام له ميزته الخاصة، بلحاظ انها الذكرى المئة لتأسيسه، مما يجعلنا نقف احتراماً لهذا الجيش الذي قاتل وحمى وذاد عن الأرض والعرض».
 
معارك بطولية
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء قوات خاصة يحيي رسول، أشار في حديثه لـ»الصباح»، إلى أن «الجيش العراقي حين تأسس عام 1921 بأول فوج من ضباط عراقيين هو فوج الامام موسى الكاظم (عليه السلام)»، لافتا: «خاض هذا الجيش معارك كثيرة نيابة عن العرب في عام 1948 في فلسطين وفي عامي 67 و73 وحقق انتصارات كبير، وما زال هذا الجيش يسجل البطولات والانتصارات».
وأكد اللواء رسول، أن «الجيش العراقي، يمثل الشجاعة والإقدام والبطولة، وكان وما زال جيش البطولات والانتصارات، ولكن مع الأسف تم استخدامه استخداما غير صحيح في زمن النظام المباد، بدخول معارك مع الجارة إيران على مدار ثماني سنوات، فضلاً عن الحروب العبثية الاخرى التي لا مبرر لها باحتلال دولة الكويت».
منوها بأن «الخطأ الكبير الذي ارتكب بعد 2003 من قبل الحاكم المدني في العراق بول بريمر، كان بحل الجيش العراقي ونقل ملكية الجيش الى وزارة المالية، لأنه كان خطأ ستراتيجياً كبيراً، فلا يجوز عند تغيير نظام أي دولة، أن يحل الجيش».
ويروي اللواء رسول، أنه «بعد عام 2003  كنت  من أوائل الضباط الذين عادوا الى الخدمة، وكنا نعاني بشكل كبير، كون الجنود والمنتسبين لم يكونوا بالمستوى المطلوب، بعد ذلك شرعنا ببناء المؤسسة العسكرية وأصبح الجيش مختلفا بشكل كبير، ولابد  من أن نعرج على نقطة مهمة في موضوع سقوط الموصل في 10-6-2014 وتداعيات سقوط نينوى والانبار وصلاح الدين اذ انها كانت نكسة للجيش والقوات المسلحة العراقية بصورة عامة، وبعد ذلك كان لابد أن تبنى هذه المؤسسة العسكرية وفق أطر مهنية دقيقة ونبدأ عملية بناء هذا الجيش، ورغم دخوله معارك تحرير؛ الا اننا كنا نقوم بالتركيز على تسليح الجيش وفق أحدث الاسلحة وممارسة اساليب قتال حديثة تتعلق بقتال الشوارع وبين الابنية». ويؤكد اللواء رسول، أن «الجيش العراقي بعد الانتصارات التي حققها في معارك التحرير، أصبح من الجيوش القوية، لكن ما زلنا نطمح  الى أن نستكمل جميع القدرات العسكرية، وقد أولى القائد العام للقوات المسلحة اهتماما كبيرا لبناء مؤسسة عراقية مهنية مبنية على سيادة العراق واحترامه والدفاع عن الشعب العراقي بجميع اطيافه وقومياته ومذاهبه»، وأضاف، «كما يسعى وزير الدفاع جمعة سعدون ورئيس أركان الجيش الفريق الركن الاول عبد الامير يار الله، وجميع مؤسسات الدفاع الى استكمال قدرات القوات المسلحة من أسلحة ومعدات حديثة وتكنولوجيا، ونعمل بصورة أبرز لزرع العقيدة العسكرية المتمثلة بحب الوطن».
ويضيف اللواء رسول، أنه «بحسب توجيه القائد العام للقوات المسلحة فإن 2021 سيكون عام القضاء على الفلول الارهابية الجبانة»، مختتما حديثه بتهنئة نابعة من القلب الى الشعب العراقي أولاً «كونه الظهير والسند القوي للجيش العراقي، فالجيش من الشعب، والشعب من الجيش، والرحمة والخلود لشهداء الجيش والقوات المسلحة والشفاء العاجل لجرحاهم». 
استعراض عسكري
أما المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء الطيار تحسين الخفاجي، فقال في حديث لـ»لصباح»: إنه «بعد تأسيس فوج موسى الكاظم (عليه السلام) في منطقة الكرنتينة بدأت بعد ذلك عمليات بناء الجيش العراقي من خلال تأسيس القوة الجوية العراقية 1927 وإرسال أول دفعة طيارين الى بريطانيا وعودتهم للعراق عام 1932، ومنذ ذلك التاريخ بدأت قيادة القوة الجوية والصنوف الاخرى سلاح الدروع والمدفعية والبحرية والصنوف الساندة للجيش العراقي الذي شارك في عدة حروب مهمة سواء في المملكة أو الجمهورية العراقية». ويلفت اللواء الخفاجي، إلى أن «الجيش العراقي أثبت بإمكانياته الذهنية العالية قدرته على استيعاب أعقد الاسلحة وأكثرها تطوراً، سواء في مجال القوة الجوية والمدفعية أو في مجال الدروع والحرب الالكترونية وفي مجالات أخرى».
وبشأن الاستعراض العسكري بمناسبة عيد الجيش، قال اللواء الخفاجي: إنه «سيقام استعراض عسكري في ساحة الاحتفالات ببغداد» مشيراً الى أن «الاحتفال سيشهد حضوراً رفيع المستوى بدءا بالقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي»، لافتاً إلى أن «الاحتفال سيراعى فيه التباعد وارتداء الكمامات وغيرها من الاجراءات الوقائية بسبب جائحة كورونا»، مضيفا «كما ستكون هناك ترفيعات بالمناسبة لصنوف الجيش».
وذكرت قيادة العمليات المشتركة، في بيان أمس الثلاثاء، أنه «في إطار الاستعدادات التي تجريها القوات المسلحة للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي البطل تود قيادة العمليات المشتركة أن تبين للمواطنين أن قطعاتها المعنية ستقوم بإطلاق إحدى وعشرين إطلاقة مدفع كجزء من تمرينات وتدريبات تجريها التشكيلات العسكرية لإظهار الاحتفالية بما يليق بالجيش المقدام، كما سيرافق ذلك قيام القوة الجوية وطيران الجيش بعروض جوية من ضمن هذه الاستعدادات».
وأنجزت ملاكات وزارة الكهرباء المختصة، أعمال الإنارة في ساحة الاحتفالات الكبرى التي ستشهد احياء الذكرى الـ 100 لتأسيس الجيش العراقي.
وقال الناطق باسم الوزارة احمد العبادي في حديث خاص لـ”الصباح”: إن “ملاكات أعمال الإنارة بجانب الكرخ، استنفرت جهودها لإنجاز أعمال الانارة في ساحة الاحتفالات الكبرى والمناطق القريبة منها استعداداً لاحتفالات عيد الجيش العراقي الباسل في ذكراه المئوية، والقيام بأعمال تطوعية ولوجستية استعداداً للاستعراض العسكري المؤمل إقامته بالمناسبة”.
وأضاف، أن “الملاكات بذلت قصارى الجهود من أجل إنجاز الأعمال التي تتناسب مع هذه المناسبة الغالية على قلوب الجميع لما قدمه جيشنا الباسل من تضحيات للذود عن حياض الوطن”، مبينا أن “الملاكات من جانبها تعمل على إدامة زخم الانتصارات التي تحققت، وإضفاء الجانب الجمالي والحضاري للعاصمة الحبيبة بغداد وبث الطمأنينة والأمان للمواطنين”.
 
فراغ أمني
إلى ذلك، استذكر مستشار المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب اللواء الركن المتقاعد الدكتور عماد علو، الذكرى المئوية لتأسيس الجيش في حديث خاص لـ»الصباح»: «لقد كان للفراغ الامني الذي تركه قرار حل الجيش العراقي من قبل الحاكم المدني الاميركي بول بريمر؛ تداعياته وآثاره السلبية في مجمل السياسة الاميركية وستراتيجيتها العسكرية في العراق، الأمر الذي دفعها لتشكيل جيش عراقي جديد لكي تتلافى الآثار والسلبيات التي خلفها قرارها المتسرع بحل الجيش العراقي، حيث أصدر بريمر الامر المرقم (22) لسلطة الائتلاف المؤقتة في 23 حزيران 2003 بتشكيل الفيلق العراقي الجديد، وقد أبدلت هذه التسمية فيما بعد الى الجيش العراقي الجديد، وفي مطلع كانون الثاني 2004 تأسست وزارة الدفاع العراقية الجديدة على انقاض وزارة متجذرة في قدمها ومتأصله في نفوس العراقيين ومشاعرهم ابتداء من تأسيس الدولة العراقية الحديثة في العام1921».
ويضيف علو: «ثم توالى نمو وتطور الجيش العراقي الجديد وتشكيل المزيد من الوحدات والتشكيلات، حتى بلغ عدد فرق الجيش الجديد 14 فرقة من ضمنها فرقة آلية واحدة هي الفرقة التاسعة، وقد خاض الجيش العراقي الجديد حربا ضروس ضد الارهاب منذ تأسيسه حتى تكللت بالنصر الحاسم والقضاء على دولة داعش المزعومة في 10 كانون الاول 2017”.
 
تهان برلمانية
أما عضو مجلس النواب محمد شياع السوداني، فقال لـ»الصباح»: «اننا نقف بأجلال وإكبار أمام الشهداء الابرار والجرحى الأبطال الذين سيبقون نجوما مضيئة في سماء العراق»، وأضاف «نبارك الجيش العراقي الباسل في عيد تأسيسه، وهو كان ولا يزال عنوان التضحية والفداء من أجل الدفاع عن حياض الوطن وقضايا الأمة العربية».
ويبين عضو مجلس النواب حسين العقابي، أن «من واجب السلطة التشريعية الاهتمام بواقع الجيش وتطويره في الموازنة العامة للدولة»، وأضاف في حديث لـ»الصباح»، أنه «يجب تخصيص أموال كافية لبناء وتطوير الجيش العراقي وتعزيز إمكانياته وقدراته العسكرية واللوجستية، وكل ما يحفظ لأبطاله حقوقهم من المرابطين على جبهات القتال والشهداء والجرحى إزاء التضحيات التي يقدمونها لبلدهم وابناء شعبهم».
وأكد العقابي، «أننا لا يمكن أن ننسى تضحيات الجيش الذي دافع عن الارض والعرض، والذي سطر أروع ملاحم البطولة والفداء والايثار في تصديه للهجمة الارهابية الشعواء التي تعرض لها العراق طوال الـ15 عاما، خصوصا عمليات تحرير المحافظات التي احتلت من قبل عصابات داعش الارهابية. وقدم عضو مجلس النواب أمجد هاشم العقابي، أسمى آيات الحب والتقدير للجيش العراقي بمناسبة مرور مئة عام على تأسيسه، وأضاف «نهنئ بلدنا وشعبنا بهذا الجيش الباسل الذي سطر أروع الملاحم منذ تأسيسه وإلى الآن من أجل حفظ أمن وسيادة العراق»، وبين أن «الجيش بجميع صنوفه حارب وضحى ضد عصابات القاعدة وداعش الارهابيين وطردهما واعاد المحافظات المغتصبة الى حضن العراق». وقدم رئيس كتلة ائتلاف الكلدان هوشيار قرداغ يلدا، مقرر مجلس النواب، أحر التهاني والتبريكات الى الجيش العراقي بجميع صنوفه بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه، واستذكر «شهداءه الابرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل أن يبقى الوطن عزيزاً غالياً لا تدنسه ايدي الطامعين». وأكد يلدا على «ضرورة الاهتمام بهذه المؤسسة الوطنية وإبعادها عن الصراعات الحزبية لتنهض بدورها لحماية الشعب والوطن، وأن يعم الامن والامان في ربوع عراقنا الغالي». وشدد ممثل الايزيديين في مجلس النواب صائب خدر، على «ضرورة بقاء مهمة المؤسسة العسكرية، بحماية الوطن والمواطن»، وأضاف «إننا نتطلع الى  أن يبقى جيشنا قوياً حامياً لوطننا العراق بجميع مكوناته، محافظاً على سيادة البلاد، وأن لا يتأثر بالقرارات السياسية»، مبيناً «حاجة البلد لخلق دولة مؤسسات يكون الجيش فيها عماداً لحمايتها، لا لحماية الفرد والاشخاص والسياسيين». وقال عضو لجنة الامن والدفاع النيابية سعران الاعاجيبي في حديث لـ»الصباح»: إن «الجيش العراقي اكتسب خلال المرحلة الماضية مهارات كثيرة وكبيرة خاصة بعد الانتصارات على داعش هذه العصابات التي قتل وهجرت ابناء شعبنا، وأدت هذه المهارات إلى انبهار العالم بالقدرة على دحر أخطر تنظيم مسلح عرفه التاريخ». وطالب الأعاجيبي بتحسين المنظومة الجوية وآليات حرس الحدود والأجهزة الاستخبارية، كما دعا «بهذه المناسبة الى الالتزام بالتقاليد العسكرية التي بني على أساسها الجيش العراقي، كما يجب على ضباطنا وقاداتنا تحمل مسؤولياتهم والحافظ على هذه الأسس»، مؤكداً أن «لجنة الامن والدفاع ترفض أي استقطاع لرواتب الجيش والقوات الأمنية والاجهزة الاخرى في داخل الموازنة كونهم حامين للوطن ويحتاجون منا الدعم».