العنكوشي والخطأ الفادح

الرياضة 2021/01/06
...

احسان المرسومي
لم ولن تتطور فرق دورينا ما دامت مسألة الاقالات  جاهزة  تلوح بها ادارات الاندية بوجه المدربين بعد كل خسارة او تعثر لفرقهم ، ليبدأ بعدها مسلسل  البحث عن مدرب يقود فرقها لما تبقى من مباريات  من دون ان يكون هذا الاختيار علميا وناجما عن تقرير من اللجان الفنية المتخصصة التي نعلم علم اليقين عدم وجودها او العمل بها بين انديتنا  ، ليس هذا فحسب بل ان بعض الادارات لاسيما تلك التي تمول نفسها ذاتيا تلجأ الى دعم فرقها بعد كل فوز وهذا امر جيد ، ولكنها تعود لتنحي مدربيها مع اول كبوة ، كما حدث لرئيس نادي الديوانية العنكوشي الذي قبل استقالة قصي منير بالرغم من ان الاخير كان نموذجا للمدرب الشاب والطموح والقادر على تطوير الفريق ، وقد اسهم في وقت سابق في تأهل الديوانية الى مصاف اندية الدرجة الممتازة ، ولهذا فهو الاعلم بكل شاردة وواردة عن الفريق ، وان تعادله الاخير مع الصناعات 2 / 2 امر طبيعي يحدث مع اقوى الاندية العالمية التي تتعادل وحتى تخسر مع فرق اقل منها مستوى ، الا انه يحسب للمدرب عودته للمباراة بعد ان كان متأخرا بهدفين .
قصي منير من المدربين الكفوئين والذي لايسمح لاحد التدخل بعمله، وقدم نتائج كبيرة للديوانية وابناء المحافظة  ، قرأ الموقف مابين السطور وفطن الى ان هناك ضغوطات تمارس عليه من الادارة ومن بينها ارتفاع سقف الطموحات  ، وبدلا من ان يتعامل العنكوشي معه باحترافية ويمنحه الدعم اللازم لتكملة المشوار اوصل له اشارات تتوعده بالاقالة في حال تكرار ما حدث ، وهو ما رفضه الغزال الاسمر ويرفضه كل مدرب يحترم نفسه .
انا على يقين وربما يتفق معي الكثيرون ان قرار العنكوشي في  قبول استقالة قصي منير ، خطا فادح ، لان الديوانية مع قصي ظهر بشكل جيد في الادوار الاخيرة ، وهو حاليا بالمركز التاسع تاركا خلفه اندية كبيرة ، وهو مركز جيد حتى اللحظة وبمقدوره تسلق السلم فيما لو تمنحه الادارة الفرصة للعمل  من دون ضغوطات .
 ثلاثة مدربين تعرضوا للاقالة مع الديوانية احدهم المدرب حازم صالح الذي اقيل حتى قبل ان تنطلق منافسات الدوري ، ثم اقيل بعدها المدير الفني سعد حافظ ، ثم حان الوقت على المدرب  قصي منير ،  بيد ان كل  مدرب يطمع بتدريب الديوانية عطفا على الدعم المادي للعنكوشي بان ورقة اقالته جاهزة  مع اول هفوة يقع بها .