لعبة التصعيد

آراء 2021/01/06
...

   محمد شريف أبو ميسم
لعبة التصعيد مع ايران، التي يمارسها الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» تتعدد فيها الاحالات، في وقت تزيد فيه من حرج الرئيس المنتخب «جو بايدن» مع اقتراب موعد استلام مسؤولياته في العشرين من هذا الشهر، فعلى الرغم من قرار سحب حاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز» من مياه الخليج العربي، بعد مرور أكثر من شهر على وصولها مع سفن حربية أخرى، واصل الجانب الايراني استثمار هذا التصعيد بالتزامن مع الذكرى السنوية لاغتيال قائد فيلق القدس «قاسم سليماني» واستمرار تداعيات اغتيال العالم النووي «محسن فخري زاده» على الشارع الايراني، اذ جاءت تصريحات المسؤولين الايرانيين بمستوى توظيف هذه المعطيات، التي يمكن أن تربك تكتيكات الادارة الأميركية الجديدة وتسبب لها الحرج في سياق ستراتيجية المشروع الأميركي في منطقة الشرق الأوسط، التي أنفق عليها نحو سبعة ترليونات دولار خلال السبع عشرة سنة الماضية بحسب « دونالد ترامب». 
هذه الستراتيجية التي استغرقت عقود طوال، وصولا الى ظهور نتائجها الأولى بعد الاعلان عن صفقة القرن وتدجين الدول الرعوية عبر سياسة الفوضى الخلاقة واثارة الفتن بهدف القبول بالحلول الجاهزة، التي ستأتي بها رساميل العولمة الى المنطقة، ومغادرة حالة توريث الصراع مع الكيان الاسرائيلي، يمكن أن تنسف بمجرد اشتعال فتيل حرب تعم المنطقة. ومن ثم فان سياسة العصا التي اتبعتها ادارة ترامب، ما عاد لها مكان في الستراتيجية المتبعة، بعد أن وصلت الى مرحلة تقديم الجزرة، ويبدو أن الأيام المتبقية من عمر الادارة الترامبية، باتت أكثر خطرا من السياسة الايرانية على أصل
 المشروع.
اذ ان الاستفزازات ومحاولات التصعيد باتت وعلى ما يبدو باجتهاد شخصي من قبل الرئيس، الذي ما زال مصرا على رأيه بشأن تزوير الانتخابات، الأمر الذي فسره الجانب الايراني في سياق محاولات ترامب للبقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة من خلال افتعال حرب خارجية، وهي لا ترغب بأن توفر أدنى فرصة له تمكنه من البقاء في البيت الأبيض بحسب أطراف ايرانية، بينما تتصاعد لغة التهديدات حد الاشارة لشخص ترامب على لسان رئيس السلطة القضائية في إيران إبراهيم رئيسي، بقوله «لا يمكنه الافلات من العدالة، وإن الذين لعبوا دورا في عملية القتل لن يكونوا بأمان في أي مكان من العالم». من جهته، هدد قائد فيلق القدس «إسماعيل قاآني» بأن الرد «قد يأتي من داخل بيوت الولايات المتحدة» وبذلك تأخذ لعبة التصعيد منحى آخر، قد يدفع الرئيس الجديد الى التعجيل في تقديم الجزرة على طاولة
 التفاوض.