المحور الذي فرّقته الأيام!

الرياضة 2021/01/10
...

علي رياح  

توقفَ الدوري الكروي مؤقتاً وقد خلف لنا صورا وظواهر ربما لم تكن مألوفة لدينا من قبل ، الاستثناء هذه المرة وفي كل مرة يبقى هذا التداول المزمن في الأسماء التدريبية بين الخبير والعتيد و(المستهلك) ممن يمتهن وظيفة تستدعي دوما الألم والدموع!  
لفت انتباهي في جولة ما قبل التوقف ذلك التفوق الزورائي الثلاثي الذي جاء على حساب الديوانية ، كنت قبل المواجهة انتظر ما يمكن أن تسفر عنه مواجهة مدربين قادمين للتو لتولي المهمة في ظروف غير مواتية .. اتحدث عن راضي شنيشل وسمير كاظم ، وكنت اتساءل عمّن يمكن أن يداوي جراح فريقه على حساب تعميق آلام الطرف الآخر!  
الأكثر من هذا أنني كنت أقرأ المواجهة الزورائية – الديوانية بشكل خصوصي وليس موضوعيا ، كنت انتظر ما يمكن أن تؤول إليه مباراة تجمع بين زميلين لدودين ، لن ينسى عشاق الكرة ذلك الشرخ الكبير الذي حدث في صيف 2007 بين سمير كاظم وراضي شنيشل يوم كان الأول رئيسا للنادي وكان الثاني مدربا للفريق .. دارت الأيام لتضع الاثنين في لقاء خارج بعيدا تماما عن وكر الصقور ، ومع هذا كان نصيب راضي شنيشل الذي يقود فريقا كبير الاسم وافرا ، بينما كانت الخطوة الأولى مخيبة تماما لسمير كاظم الذي اتجه جنوبا لتولي مهمة تدريبية في فريق يبني نفسه ، متخليا عن مكانه وتصريحاته وطموحاته ومسؤولياته في بغداد عن نادي القوة الجوية!  
وبعيدا عن محور راضي – سمير والذي فرقته الأيام وصروف الكرة ، نبقى مع الظاهرة الأبرز وهي توالي المدربين في الاستقالة والإقالة بقرارات متسرعة ، مرة يتخذها رؤساء الأندية النافذون الذين ينفقون بسخاء كما هو الحال مع العنكوشي في الديوانية ، وأخرى يتخذها المدربون أنفسهم حين يستبد بهم اليأس من صلاح الأحوال المالية كما هو الحال مع حسن أحمد مع النجف .. إنها متوالية تدريبية لا أجد لها مثيلا إلا في العراق .. المدرب الذي يغادر ناديا ، يجد على الفور مكانا تدريبيا شاغرا مع ناد آخر ، ولم تتوقف الإدارات عند السؤال عن دورها في هذا التردي بالنتائج!  
لن أنهي خلاصة الانطباعات هذه مع توقف الدوري القصير من دون أن أنوه بظاهرة حسين العنكوشي الذي كنت – وما زلت -  اتمنى أن يكون دخوله الميدان محفزا لفتح الأبواب أمام رجال الأعمال كي يهتموا بأنديتنا ويتولوا الزمام فيها وينفقوا عليها من دون أن يخرجوا عن هذا الإطار .. إذا حرص العنكوشي على أن يبقى داخل الاطار فانه سيقدم لنا المثل والنموذج ليحفز الآخرين ، وبعدها سنأمل أن تنمو هذه الخطوة ولربما تصبح ظاهرة ولو بعد حين!