جمود المشاورات.. ومحاولة الخروج من أزمة الثقة

الرياضة 2021/01/11
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط
 
رغم مرور يومين على عودة رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، من رحلته الخاصة التي شملت فرنسا والسعودية وتركيا، لم يظهر للعلن، أي مؤشر عن آخر مآلات المسار الحكومي المركون في البرّاد السياسي، بينما يلتزم الحريري الصمت، ولم يصدر عنه أي موقف، سوى بيان تياره الذي صدر قبل أيام رداً على مطالبة الوطني الحر للمكلف؛ بالتحرك الجدّي لتشكيل الحكومة، وبيان الأسباب الحقيقية للتعطيل.  

 
حالة من الجمود تطبق على مشاورات تشكيل الحكومة، وما من حراك في هذا المجال، في حين تشير معلومات  الى أن ثمة اتصالات تقف خلفها باريس تجرى خلف الكواليس بالتواصل مع كل من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني محمد رعد وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وآخرين للعمل على تذليل الصعوبات التي تعترض حكومة الحريري، بالمقابل تتهم مصادر تيار المستقبل، الرئيس اللبناني ميشال عون بالسعي للحصول على الثلث المعطل في الحكومة المقبلة وهو مالم يقبل به الحريري، وأن التيار الوطني الحر - وفقاً لنفس المصادر- يراهن على عامل الوقت لكي يحشر الرئيس المكلف في زاوية تجعله يقدم على خطوة الاعتذار تاركاً المجال لشخصية أخرى توافق على إملاءات عون، بينما يقول التيار الوطني الحر: أن الرئيس المكلف لم يبدِ لحد الآن أي جدية في مسألة التأليف، وهو يريد حرمان الرئيس عون من حقه الدستوري بالمشاركة في عملية التشكيل الحكومي.  
أما أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله  فبدا في خطابه الأخير في مقاربة حكومية تختلف نسبياً عن رؤية حليفه التيار الوطني الحر وعاد ليشدد على أن العقدة الأساسية في معضلة التشكيل هي انعدام الثقة بين الرئيسين عون والحريري، بقوله «عندما يحصل حوار على وزارة العدل، ومع من تكون لأنه يوجد فتح لملفات، وكذلك وزارة الداخلية، يعني هناك مخاوف في البلد، وهناك ادعاءات صحيحة وادعاءات مخطئة» .
مؤكداً «نحن نحاول ونتواصل، والرئيس ‏المكلف يفترض أنه عاد إلى بيروت، ورئيس الجمهورية موجود، والقوى ‏السياسية ورؤساء الكتل النيابية موجودون، يجب أن نحاول ونقوم بشيء ‏ما من اليوم إلى ما قبل مغادرة ترامب، وعلينا أن نستغل الوقت، ونعالج ونقرب وجهات النظر، ونعطي ضمانات ‏بعضنا لبعض، ونستطيع أن نفكك قليلاً من المخاوف، ومن أزمة الثقة».  
الى ذلك تفيد معلومات عن مرجع سياسي بأن جهات اوروبية، أبرزها فرنسا، قد تواصلوا مع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن  بخصوص الأزمة اللبنانية وطرحوا عليه تحييد لبنان عن صراعات المنطقة ، لئلا تنتقل بيروت الى «الحاضنة الإيرانية/الروسية » بعد أن دخل في دوامة طويلة من الأزمات الخانقة التي لا يجد متنفساً منها سوى باللجوء الى طهران وموسكو، لذا قدموا، «خطة الإنقاذ البديلة» التي من المفترض تأخذ بنظر الاعتبار انتهاء مرحلة الرئيس الأميركي المنصرف دونالد ترامب، وتنسجم مع رؤية الرئيس الاميركي الجديد والتي من جملتها كما يفترض إحياء الاتفاق النووي مع إيران، والمردودات الإيجابية التي ستنعكس على لبنان، وبالتالي العمل على المجيء بحكومة لبنانية جديدة تواكب هذه التطورات ويشير المرجع  الى ان مثل هكذا حكومة لا نعتقد بأن الحريري سيكون على رأسها لافتقاره الى روح الحركة والمرونة بسبب ارتباطه بـ «اشتراطات سعودية» لم تعد خافية، وعجزه عن اجتراح الحلول التي من شأنها تدوير زوايا المسار ، لتأتي الحكومة المنتظرة وتعمل 
على وقف الانهيار.