صالح لفتة
الشرطة رمز لسيادة الدولة وعين حارسة لمواطنيها ويد ضاربة للعابثين بأمن الناس وممتلكاتهم، ومن دون رجال تعم الفوضى وتسود الجريمة وجودهم ضروري للداخل، بقدر ضرورة وجود الجيش لحماية الوطن من التهديدات الخارجية، فتشكلت الشرطة العراقية سنة 1922 وبدات مهامها لحماية الوطن والمواطن، في فترات معينة من عمر الدولة حاولت الانظمة القمعية استخدام الشرطة كأداة ترهيب للناس وتجيير إمكانياتها لحماية رأس النظام بدلا من الشعب.
وتم وضع أشخاص ولاؤهم للدكتاتور بدلا من الوطن، لنزع الروح الوطنية وتغير الغرض الذي من أجله أسس هذا الجهاز ودق اسفين التفرقة بين الشعب وشرطته وحدثت بعض الانتهاكات بتشجيع وأوامر من القيادة السياسية.
بعد التغيير في 2003 تعرض هذا الجهاز الوطني لشتى التهم ووصف بالخيانة وتعرض أفراده للاستهداف الشخصي والكلي وسقط من منتسبيه آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، لا لسبب سوى انهم اختاروا ان يكونوا بجانب الوطن والناس وينهضوا بالمسؤولية الملقاة على كواهلهم.
في كل جهاز من أجهزة الدولة بعد اعادة تشكيله بالتأكيد ستكون هناك بعض الاخطاء، التي يمكن تصحيحها وبعض الهفوات التي يمكن تجاوزها لتقليل التصرفات الفردية غير المسؤولة والتي تصدر من بعض المنتسبين، وهذا ليس فيه شيء من الصعوبة عند ايلاء هذه الاخطاء الاهتمام المطلوب بالتدريب والتأكيد على انتهاج مبدأ الكفاءة بالدخول لسلك الشرطة، وأن يزج عناصر الشرطة بدورات عن حقوق الإنسان والتأكيد على الاحترام في التعامل مع المواطنين والتذكير بالمسؤولية الكبيرة المناطة بهذا الجهاز، وان يخلع كل ولاء حزبي او طائفي ويرتدي الولاء للعراق عندما ينتمي لقوات الشرطة العراقية، كل صنوف الشرطة مهمهة والأهم زيادة التعاون والتنسيق في ما بينها والاهتمام بعناصرها وتجهيزهم بالاسلحة والمعدات والأجهزة الحديثة، التي تساعدهم لاتمام مهامهم والتقليل من المخاطر التي يتعرضون لها اثناء الواجب.
في قانون الأمن ليس المهم التركيز على العدد فقط بل التأكيد على الجهد الاستخباري ايضاً ووجود مصادر للمعلومة الامنية وتعاون المواطنين مع قوات الشرطة لقطع دابر المجرمين، وتوطيد العلاقة بين الشرطي والمواطن وجعلها اكثر ودية وقرب للناس بحل المشكلات من قبل رجال الشرطة ومد يد العون لمن يحتاج المساعدة، شرطة العراق لن تُنسى تضحياتهم و تفانيهم في حماية أبناء الوطن ولن يفك التصاق الشعب بهم والتفافة حولهم، تحت اي ظرف ولأي سبب فهم دائماً المفزع في الملمات .