هناك من يرى أن بداية تاريخ الشرطة العراقية يعود الى العهد العثماني والتي ظهرت تحت مسمى الجندرمة، وفي عهد الاستعمار البريطانية، ضمت عناصر هندية وعددا من العراقيين، إلا أن عملية تنظيم الشرطة بهوية وطنية كانت في 9 كانون الثاني عام 1922 واعتبر هذا التاريخ عيدا وطنيا لها، واصبح نوري السعيد أول مدير لها، ويعد تاريخ الشرطة العراقية حافلا بانجازات مشهودة في حفظ الأمن الداخلي للمجتمع، إذ تضمن تاريخ الشرطة العراقية القيام بمهام مجتمعية وأمنية وتنظيمية في مجالات عدة، لاسيما في مجال قوة التدخل السريع لحفظ امن المواطنين.
كذلك الدفاع عن حدود الوطن ضمن واجبات شرطة الحدود، ودورها في مكافحة الجريمة والمخدرات، وكل ما له علاقة بحفظ كرامة وعراض وممتلكات المواطنين كما تمتد وظائفها ايضا الى الحفاظ على ثروة المجتمع الثقافية والتراثية ومكافحة تهريب الآثار، وفي هذا السياق لا يمكن ونحن نتحدث عن عيد الشرطة، إلا أن نشير الى دور الشرطة المجتمعية في حماية الأسرة والطفولة، الى مهام أخرى كمعالجة المتفجرات،وتنظيم المرور وغيرها، وينبغي الاشاره إلى انه على الرغم من أن بعض أجهزة قد استغلت من قبل النظم السياسية المتعاقبة، إلا أن وظائفها بقيت ذات طابع مهني وتميزت بخبرات فنية مميزة، إذ تبقى الشرطة العراقية من بين الأجهزة الأمنية في المحيط الإقليمي العراقي بتجربة ناجحة، وفي عيدها الأغر يتذكر العراقيون باعتزاز أدوارها في حفظ امن المجتمع بعدّها ذراعه الأمين في تنفيذ القانون.
إن المجتمع يطمح أن تكون الشرطة العراقية مستلهمة من تاريخها الطويل خبرات أمنية مميزة، لذا يتطلب اليوم أن تترجم الشرطة العراقية قيم المجتمع، وتعمل على أساس مصلحة المجتمع، وتبتعد عن الولاءات الحزبية أو العشائرية والمناطقية وفي هذا السياق، يتطلب من الدولة اليوم تحديث أجهزة الشرطة على وفق التطور الحاصل في طرق مكافحة الجريمة في المجتمعات المختلفة، واختيار أفضل الطرق في مكافحة الجريمة، فالشرطة العراقية تستحق من المجتمع كل تقدير واحترام لما تضطلع به من واجبات كلها تصب في حفظ القانون وصون
هيبته.