حسين رشيد
كما في كل عام دراسي تتكرر الاخطاء اللغوية والاملائية في المناهج التعليمية للدراسة الابتدائية، بوجه الخصوص، فضلا عن صعوبة بعض المواد، خصوصا في درسي الرياضيات والانكليزي.
مسلسل الاخطاء استمر في الكتب التي وزعت في العام الدراسي الحالي، الذي يعد استثنائيا بسبب جائحة كورونا، واعيد تصحيح بعض العبارات بشكل مباشرة في كتب التلاميذ، لكن المفأجاة بعد شهر ونصف من الدراسة، وشرح وكتابة بعض الدروس في الصفوف الاولية، صدر امر بالغاء الدروس وعدم دخولها في الامتحانات بسبب تلك الاخطاء، بالتالي اضاعة جهد الملاك التعليمي، وجهد التلاميذ وأسرهم، وهدر وقت ثمين، في ظل تمدد ازمة كورونا، وانحسار ايام الدوام في المدارس.
من المفترض ان تكون لجنة تاليف المنهاج، على قدر عالٍ من المسؤولية والحرص على التلاميذ والعملية التربوية في البلاد، والتي تحتاج لجهد مضاعف وحرص اكبر لمزاولة العمل بدقة وامانة، والتركيز على الطابع الوطني العام للمنهج كي لا نضطر الى التغيير السنوي، او كلما تغير الموقف السياسي، او الجهة التي تتسلم إدارة الوزارة، فالقيم الوطنية لا يختلف حولها، وهو ما يجعل التغيير مرتبطا فقط بتغيّر المستوى المعرفي والعلمي تماشيا مع ملامح التطور والتقدم.
تتناقض العملية التربوية والتعليمية مع الانحرافات في السلوك، التي يجسّدها ميل البعض لإستثمار العملية التربوية وتحويلها الى مصدر ربحي، عندها يصل الأمر الى لَيِّ عنق المناهج بل والعملية التربوية كلها، من أجل قولبتها في قالب تحقيق الأرباح المادية لحفنة ممن يوجهون العملية التربوية حسب مبتغاهم ومرادهم.
وبشكل خاص موضوع طباعة المناهج الذي اوكل قبل ايام من قبل مجلس الوزراء الى مطبعتي شبكة الاعلام العراقي والكفيل التابعة الى العتبة العباسية، ارباح مطبعة شبكة الاعلام تعود الى خزينة الدولة، وتمويل الشبكة باعتبارها قطاعا عاما، لكن في اي ضفة نضع مطبعة الكفيل، فهي غير خاضعة للقطاع العام كي تعود ارباحها الى خزينة الدولة، ولا الى القطاع الخاص لكي تخضع للضوابط والقوانين النافذة بهذا الشأن، في حين اهمل مجلس الوزراء مطابع القطاع
الخاص التي يفترض ان تنال الدعم بهذا الشأن، ويتم توزيع طباعة المناهج بعدالة بين المطابع الجيدة المستوفية شروط العمل والطباعة والالتزام
بالتوقيتات والمواصفات المتفق عليها، لكن قبل كل ذلك لا بد من لجنة عليا مختصة تشرف على عمل لجنة التأليف، كي يكون الكتاب المدرسي مستوفيا لشروط التربية والتعليم
الصحيحة.