واشنطن: وكالات
قال البيت الأبيض: إن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب وافق على إعلان الطوارئ بالنسبة لواشنطن العاصمة من الآن وحتى الرابع والعشرين من كانون الثاني، بعد ساعات من تحذير السلطات من تهديدات أمنية خلال أسبوع تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الأسبوع المقبل.
ومن المقرر أن يبدأ جهاز الخدمة السرية في الولايات المتحدة اليوم الأربعاء تنفيذ ترتيباته الأمنية الخاصة بحفل التنصيب الرئاسي في 20 كانون الثاني الجاري، أي قبل نحو أسبوع مما كان مقرراً أصلاً وذلك بعد أعمال العنف الدامية في مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي والتهديد بمزيد من الاحتجاجات مما أثار تساؤلات حول السلامة خلال مراسم التنصيب.
وفي بيان نُشر أمس الأول الاثنين، قال تشاد وولف، القائم بأعمال وزير الداخلية: "في ضوء أحداث الأسبوع الماضي وتطورات الوضع الأمني قبل (حفل) التنصيب، صدرت أوامر لجهاز الخدمة السرية ببدء عملياته الأمنية يوم 13 كانون الثاني بدلاً من 19 كانون الثاني"، وأضاف أن الوكالات الاتحادية وتلك الخاصة بالولايات "ستواصل تنسيق خططها وتحديد الموارد لهذا الحدث الهام".
وكان تشاد وولف قدّم استقالته الإثنين، بحسب ما أعلن لوكالة "فرانس برس" مسؤول في هذه الوزارة النافذة، من دون أن يوضح دوافع هذه الخطوة، ويشغل وولف هذا المنصب منذ تشرين الثاني 2019 وقد انتقد الأسبوع الماضي الاجتياح "المأساوي" للكابيتول من قبل أنصار للرئيس ترامب، وتأتي استقالته في وقت تتزايد فيه المخاوف من حصول أعمال عنف جديدة خلال أداء الرئيس المقبل جو بايدن اليمين الدستورية في واشنطن في 20 الجاري.
بدوره، حث عمدة واشنطن، موريل باوزر، في بيان مشترك مع حكام ولايتي ماريلاند وفرجينيا المجاورتين، الأميركيين على عدم زيارة العاصمة يوم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن ومتابعة الحفل عبر الإنترنت.
وجاء في بيان نشر على الموقع الرسمي لرئيس بلدية العاصمة الأميركية: "في 20 كانون الثاني، سيكون هناك انتقال للسلطة، وسوف نتعاون مع بعضنا البعض ومع شركائنا في الحكومة الفيدرالية لضمان الأمن في منطقة العاصمة، ونظرا للظروف الفريدة التي أحاطت بالتنصيب التاسع والخمسين للرئيس، بما في ذلك التمرد الوحشي الذي وقع الأسبوع الماضي ووباء COVID-19 الفتاك المستمر، فإننا نتخذ خطوات واجراءات لحث الأميركيين على عدم القدوم إلى واشنطن، ولكن ندعوهم للمشاركة بشكل افتراضي عبر الانترنت".
من جهة أخرى، التقى الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ونائبه مايك بنس مساء أمس الأول الإثنين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، بحسب ما أفاد مسؤول أميركي.
وقال المسؤول: إنّ "الرجلين اللذين لم يتحادثا منذ أعمال العنف التي شهدها الكونغرس الأربعاء، بل أجريا محادثة جيّدة"، في وقت يضغط فيه الديموقراطيون على بنس لعزل ترامب بموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور.
وأضاف المسؤول، "لقد جدّدا التأكيد على أنّ أولئك الذين انتهكوا القانون واقتحموا الكابيتول الأسبوع الماضي لا يمثّلون حركة (أميركا أولاً) التي يدعمها 75 مليون أميركي"، مشيراً إلى أنّهما "تعهّدا بمواصلة عملهما في سبيل البلاد حتى نهاية ولايتهما".
وألقى ترامب، باللوم على حركة "أنتيفا"، في أحداث اقتحام الكونغرس الأسبوع الماضي، وأفاد موقع "أكسيوس" نقلا عن مسؤول في البيت الأبيض ومصدر آخر مطلع، بأن ترامب أدلى بهذا التصريح في مكالمة هاتفية استمرت 30 دقيقة أمس الأول الاثنين، مع زعيم الأقلية في مجلس النواب، كيفن مكارثي، وأشار الموقع إلى أنه على عكس تصريحات ترامب، فإن صور ومقاطع الفيديو تظهر أن مثيري الشغب كانوا من المؤيدين له بشكل
كبير.
إلى ذلك، قال النائب الجمهوري، توم ريد، إنه سينضم لغيره من النواب لطرح قرار يوبخ الرئيس دونالد ترامب لعلاقته بهجوم أنصاره على مبنى الكابيتول الأسبوع الماضي.
وأكد ريد، النائب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي، في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه سيعمل أيضا لإيجاد سبيل يتيح للكونغرس منع ترامب من السعي لتولي أي منصب اتحادي في المستقبل، وكتب ريد قائلا: "أعتزم الانضمام لزملائي في مجلس النواب لطرح قرار توبيخ لضمان محاسبة المتسببين بأحداث السادس من كانون الثاني من دون تأخير".