كاتانيتش نجح دفاعياً وأخفق في إيجاد أسلوب هجومي ثابت

الرياضة 2021/01/15
...

 تحليل : علي النعيمي 
 
 
مرة اخرى سوف نتوقف عند مصطلح مهم في كرة القدم سيكون مدخلاً للحديث عن تجريبية منتخبنا الوطني الأخيرة امام نظيره الاماراتي التي انتهت بالتعادل السلبي قبل أيام ،وقد خرج الجهاز التدريبي بالفائدة الفنية من هذه المواجهة المهمة، دعونا نتوقف اليوم عند مصطلح طريقة اللعب (Playing Style) أو أسلوب لعب (Style Game) كما هو شائع في الاكاديميات الاوروبية وهناك من يطلق عليه “هوية اللعب “ وجميعها تصب في قدرة وامكانية المدربين في ترسيخ أفكارهم الخططية وتثبيتها في أداء أي منتخب او فريق ومحاولة ايصالها الى اللاعبين، أي أن الطاقم التدريبي يسعى الى إيجاد طريقة لعب او أسلوب يؤمن له انتشار الفريق بشكل سلس لحظة تحركه مع الكرة بعد الاستحواذ عليها او بعد استخلاصها من المنافس في جزء من الملعب بغية الوصول الى مرمى الفريق الاخر، بشكل منتظم باستخدام العديد من أنظمة اللعب المختلفة.
 
عمل جماعي لا فردي
 تعتمد نجاعة أي طريقة لعب بالدرجة الاولى على توظيف قدرات اللاعبين وبراعتهم في تطبيق الواجبات التكتيكية ومسؤولياتهم في الأدوار الاضافية الساندة التي تقود الى عمل خططي جماعي لحظة التنفيذ ولا توقف فعالية هذا الاسلوب او يتأثر بغياب لاعب معين او لاعبين لأنها مجموعة تحركات متفق عليها تطبق بنهج ديناميكي لا بالاعتماد على لاعب معين لأنها ستتحول من نموذج لعب جماعي الى  لعب فردي يخضع لاجتهاد اللاعب على غرار (طريقة اللعب غير المباشر) القائمة على الحيازة الدائمة على الكرة والتمرير القصير وتقارب المسافات أو (طريقة لعب اللعب المباشر) القائمة على التمرير السريع المباشر الى الامام بشروطه الخاصة على ان تتم مراعاة نقطة مهمة وهي تفعيل اي طريقة لعب يعتمد بالدرجة الاولى على أسلوب التنظيم الدفاعي للفريق المنافس ونظام لعبه الذي يختاره والمسافات الواضحة بين خطوطه الثلاثة ولاحظوا هنا ان طريقة اللعب تختلف جذرياً عن ستراتيجية اللعب التي تعني نية المدرب باعتماد النهج الدفاعي او الهجومي خلال المباريات عند لقاءات الذهاب والاياب .
 
أسلوبان مختلفان
بالعودة الى مباراة منتخبنا والامارات التجريبية فقد شهدت اسلوبين مختلفين في الأداء، اذ دخل مدربنا كاتانيتش محاولاً تطوير تكتيكه الدفاعي الأخير الذي طبقه امام أوزبكستان بالإضافة الى معالجة الهفوات الدفاعية الكارثية التي حدث في تجريبية الأردن لا سيما أخطاء التمرير في منتصف الملعب والتعامل مع الانتقالات السريعة التي حدثت في المباراتين الأخيرتين ، في حين طبق مدرب الامارات (القديم الجديد) مارفيك  طريقة لعب (الأسلوب غير المباشر) القائمة على الاحتفاظ بالكرة والتحضير عبر التمرير القصير مع تقارب خطوط اللعب والتحرك المستمر لخلق الفراغات والوصول الى مرمى المنافس من العمق وطرفي الملعب وتطوير قدرة الفريق التهديفية وان تكتيكه الهجومي كان بحاجة ماسة الى توظيف قدرات مهاجميه (علي مبخوت، خلفان مبارك، والطرفان الضاربان كايو وفابيو
 
الدفاع على حساب الهجوم
واذا ما خرجنا بمحصلة عن هذا اللقاء فان مارفيك افلح خلال عشرة ايام فقط في تطوير مراحل بناء اللعب المتدرج القائم على الحيازة والوصول الى مرمى المنافس باللعب المباشر وغير المباشر لكنه اخفق في التسجيل، كذلك ان نجح مدرب اسود الرافدين في تعزيز التكتيك الدفاعي المتحفظ القائم على تطبيق دفاع المنطقة المنخفض ورص الخط الخلفي بخمسة مدافعين وتقريب المساحات وحرمان كتيبة مارفيك من التحولات السريعة، لكنه اخفق كثيراً وعلى مدار ثلاث سنوات متتالية في ايجاد طريقة لعب هجومية ثابتة او ذات ملامح محددة ( اما تعتمد اللعب المباشر او اللعب غير المباشر) بحيث تقترن بتكتيك هجومي معين وتؤمن له نقل الكرة بسلاسة والتحرك بها بشكل فعال الى الامام والتمركز في مناطق مؤثرة قريبة من عمق الدفاع الاماراتي بحيث تسنح للاعبينا الافادة من فرص التهديف العديدة وتهديد المنافس بزخم عالي وبتحركات جماعية لا فردية بعيدا عن الاعتماد على الأداء الفردي  في طرفي الملعب ناهيكم عن التمرير الخاطئ وغياب الحلول السلسة لحامل الكرة أي لا توجد أي طريقة لعب واضحة الملامح تتكرر في المباريات الودية بذات منهجية واضحة في تحريك الكرة وايصالها الى مرمى المنافس.
 
بعض الاحصائيات عن اللقاء
مرر منتخبنا (461) كرة بين اقدام لاعبيه كانت الصحيحة منها (396) كرة والغريب ان (332) كرة في ثلثنا الدفاعي وباقي العدد في ثلثي الوسط والهجوم الاماراتي، بينما مرر الفريق الاماراتي 687 كرة بين اقدام لاعبيه كانت الصحيحة منها (613) تمريرة ولعب (469) تمريرة  في ثلثي (وسط الملعب والهجوم) (أي في الثلث الدفاعي لمنتخبنا).
تبادل خماسي الدفاع (علاء مهاوي وبديله (مصطفى محمد) وفيصل جاسم – واحمد إبراهيم – وريبين سولاقا – علي عدنان وبديله (ضرغام إسماعيل) مع ثنائي الوسط (محمد قاسم وإبراهيم بايش) ما مجموعه (325) تمريرة، بينما، تبادل رباعي الدفاعي الاماراتي (بندر الاحبابي – شاهين عبد الرحمن - وليد عباس – محمود خميس) مع ثنائي الوسط (عبد لله رمضان وعلي سالمين) بالإضافة الى الطرف فابيو 
(529) تمريرة.
 
خلاصة القول 
تلك الأرقام لا تقبل الخطأ ابداً وتشير بوضوح الى (طبيعة نظام اللعب المطبق والنهج الدفاعي المتكتل لمنتخبنا وصعوبة إيجاد طريقة لعب سلسة تعتمد البناء السهل وتعالج صعوبة اخراج الكرة من مناطقنا الدفاعية من دون اللجوء الى الكرات الطويلة مع غياب الحلول التي تؤدي الى فتح الملعب وتسلم الكرة في ملعب المنافس) وان الحديث بأن منتخبنا افتقد الى الحلول الهجومية في هذا اللقاء بسبب غياب مجموعة من لاعبيه المؤثرين على غرار ميمي وعلاء عباس وبشار رسن  هذا الكلام غير دقيق بل الاصح انه لم تكن لدينا أي طريقة هجومية واضحة وان تكرار هذا القول يرسخ في مفهوم الجماهير والمتابعين ان منتخبنا يعتمد على المجهود الفردي في الأداء لا على العمل الجماعي الذي  يجب ان لا يتوقف على غياب أي اسم بقدر استمرارية النهج الخططي في هضم الواجبات والادوار عند بناء اللعب او تطبيق التكتيكات الهجومية على غرار، خلق الفراغ ، التمركز بين خطوط اللعب، اللعب التموضعي في العمق ورفع إيقاع اللعب وتبادل المراكز الخ .