جنون مبعثر

ثقافة 2021/01/16
...

زهير بهنام بردى
أكثر بساطةً من الموت هذا الجنون المبعثر فوق حبل غسيل. يحلمُ كثيراً بتعلّم الكلام. وهو يرقصُ في مبغى لا يعرف أين؟ من أسمالك العارية ككائنٍ في صالةِ عمليّات. وأنت تحدّقُ فيه بإهمالِ وعاءٍ رديءٍ للصفيرِ بيأسٍ. قبل أنْ تصلَ الى رعشةٍ لا تعرف من أنت؟ ثمّ تصغى الىأصابع متعةٍ لا تعثرُ عليها عاريةً في بكاءِ الحرير، وتتبلّلُ تحت أبطِ جسدي الشخصيِّ كظلٍّ بليدٍ. أكثر طراوةً من الفراشاتِ. يفتّشُ في جيوبِ الورد في ركنٍ مهشّمٍ عنيد. ينامُ تحتَ ثدي البحرِبمواويل بحّارةٍ قبل هبوطِ السرينيات في ثقوبِ المزامير.
أنا أتعدّد وحدي بمفردي في أيّامي بمقدارِ حكمةٍ عجيبة. مؤهلّة أنْ أسكبها في الناي. وأحمل خيباتي على عريي، ولي مناسكٌ ليست غريبة تماماً، ولي كذلك ابتسامة أضعها في عينِ الليل وملامحي حقّا ترقدُ في نبيذِ القرابين. والنساءُ نكايةً بعيني السوداء ويدي العرجاء. يستغرقنَ مواءً بثمالةٍ في حضنٍ، يشبهُ نتفَ ثلجٍ أحمر، يرسمُ منفاي الارضي ويتحاشى جنونَ أصابعي في بركانِ ملاذات حمراء الثقوب كبئرٍ عتيقة السواد حيث الضجيج يأتي ببحرٍعديم الماء. والهذيانُ يأتي بفراشاتٍ تسمعُ صفيرَ التجاعيد. والوردُ يضعُ فمه في حلمةِ الضوء وذاكرة جرارها زرقاء. في جداريّةِ آلهةٍ في نزهةٍ فاشلة قربَ حانةٍ، تنتظرُ النبيذ وقد لعقته زجاجةٌ مكسورة حد الثمالة.
لستُ مفتوناً بصورتي الشخصيّة. لكن من الممكنِ أنْ أجعلَ أنكيدو يهرولُ جنبي. لأضعهُ في ثقبِ راسي، وأبوّق بأصابعي في أكفِّ كائناتِ الليل بإفراط. وأصيغُ الفهمَ الى عواءِ طين التماثيل في المتحف. قربان يسعلُ في فمِ شطيرة زجاجٍ بلا ضوء، تمشي بنصفِها الخرافيّ إليهِ وبأخطاءِ الملح وطقوس النبيذِ العتيق، في ليلِ عذراواتٍ يجلبنَ الشمعَ الى الأديرةِ. وبعض نعوشٍ طيّبة جدّا وأصابع طازجةَ كثيرا.