فلسفة العقل

ثقافة 2021/01/17
...

البصرة: صفاء ذياب
 
يبرّر مؤلف كتاب (مقدمة لفلسفة العقل) إدوارد جوناثان لو أن من أسباب تأليفه لهذا الكتاب، على الرغم من وجود تأليفات سابقة بالمضمون نفسه، أن بعض المداخل الأحدث لهذا الموضوع كانت تركز على نطاق ضيق، إذ تميل إلى التركيز على المذاهب المختلفة العديدة التي انبثقت مؤخراً، مثل الاختزالية والوظيفية والإقصائية والأداتية والفيزيائية اللا اختزالية، وغير ذلك من المذاهب الفكرية. فضلاً عن أن المؤلف يؤكد انزعاجه من الميل المتزايد نحو تقديم الموضوع بطريقة شبه علمية، كما لو أنَّ الدور المناسب فحسب لفلاسفة العقل هو أن يعملوا كشركاء صار في الملكية الأوسع لـ”العلماء المعرفيين”.
هاتان الإجابتان اللتان قدمهما لو كسبب لتأليف كتابه، جعلتاه ينحو بالكتاب إلى مفازات مختلفة، معرفاً في فصل الكتاب الأول بفلسفة العقل وعلاقتها بعلم النفس التجريبي والتحليل النفسي، ومن ثم علاقتها بالميتافيزيقا. وفي الفصل الثاني اشتغل على العقول والأجسام والناس، من خلال تحليله للثنائية الديكارتية، وحجج إمكان التصور وقابلية التجزئة  وجواهر الناس وحجة الإغلاق السببي والاعتراضات على هذه الحجج، في حين فتح في الفصل الثالث ملف (الحالات العقلية)، من خلال مناقشته للاتجاهات القضوية والسلوكيات والوظائف ومشكلة الوعي وعلم النفس الشعبي.
أما الفصول الأخرى، فكانت: المحتوى العقلي، الإدراك، الفكر واللغة، العقلانية الإنسانية والذكاء الاصطناعي، العقل والقصد والإرادة، الهوية الشخصية ومعرفة الذات.
وخرج المؤلف من هذه الفصول العشرة مجتمعة بقوله إن هذا الكتاب لا ينتصر لمذهب معين، بمعنى تبني مقاربة حصرية للمسائل المتعلقة بالعقل بشكل عام، كأي صورة معينة من صور الفيزيائية الثنائية، لكن في الوقت نفسه لم يبق محايداً في المسائل الأكثر خصوصية. مضيفاً: إن تطورات علم النفس التجريبي مأخوذة في الاعتبار، لكن لا يسمح لها أن تحجب المسائل الفلسفية الحقيقية.
هذه المقاربات التي استند إليها المؤلف كانت تطرح الأسئلة والاجابات المحتملة، محاولاً أن يقدم الكتاب بأسلوب بسيط وغير تقني، بهدف جعله في متناول أكبر عدد من القراء.
الكتاب صدر عن دار الروافد الثقافية في بيروت، ودار ابن النديم في الجزائر، بترجمة: رضا زيدان وعمرو بسيوني، وبـ339 صفحة من القطع الكبير.