حيــاتــهُ

ثقافة 2021/01/19
...

  حسن النوَّاب
حدثَ الأمرُ ببساطةٍ متناهيةٍ
ومن دونِ قرارٍ مدروسٍ
أقلعَ عن التدخينْ
وهجرَ ابنة الكرومْ
ولم يتصفَّحْ كتاباً منذُ شهورٍ
صار يرتبكُ من دخولِ الحاناتِ
وحضور الجلسات الأدبية
ويتوجَّسُ من تسكعهِ في الطرقاتِ
ويتحاشى قيادة السيارة خشيةً من سرحانهِ
ولشدَّةِ اضطرابهِ
صار طفلهُ مَنْ يقودهُ في الطريقِ
ما عادَ التأمل في حديقةِ المنزلِ يستهويه
ولا تلاوة عبد الباسط تعنيه 
ولا صوت فيروز عند الصباح يغريه
لا شهية عنده للطعام أو سواهُ
نظرة امرأة عابرةٍ نحوه تدعهُ يتعثر بخطاهُ
حتى كتابة مقاله الأسبوعي صار يزعجهُ
لقد تغيَّرتْ حياتهُ
وخمدت الشعلة التي كانت تضطرمُ بأعماقهِ
وأصبح القنوط صديقه
والكآبة منزله
ذوى عودهُ وذبلتْ أحلامه
غير أنَّهُ يهجس ثمَّة جنون
مازال يتربَّص بهِ
ربَّما يعيده ذات يوم إلى حياته الصاخبة
التي استكانتْ فجأةً.