أ.د.نجاح هادي كبة
مفهوم الجودة : يتم تعريف الجودة حسب معيار ايزو على أنها مجموعة من السمات والميزات التي يتمتع بها المنتج او الخدمة المقدمة، بحيث تكون قادرة على تلبية الاحتياجات المطلوبة بشكل صريح او بشكل مضمون المفهوم الجودة ) موقع موضوع،عن النت، كتابة دانة الوهادين، 2016م
اهمية الجودة : لقد ( اهتمت كثير من الدول بالجودة، فأوجدت مراكز متخصصة لمتابعتها ومن خلال وضع معايير لتطبيقها في مؤسسات التعليم العالي ومتابعة نتائجها، ففي العراق انشأت وزارة التعليم العالي مركزا متخصصا لادارة الجودة والاعتمادية ووضعت معايير لإدارة الجودة في الجامعات العراقية وذلك بهدف مطابقة مخرجات هذه الجامعات مع هذه المعايير، وكذلك عقدت عدة مؤتمرات اقليمية ومحلية تناولت موضوع ادارة الجودة الشاملة في التعليم العالي «احمد كنعان سليمان فارس، درجة امكانية تطبيق معايير الجودة الشاملة، الجامعة المستنصرية، كلية التربية الاساسية، ص:6، رسالة ماجستير غير منشورة « .
اركان العملية التربوية والتعليمية في ضوء معايير الجودة : تستند العملية التربوية والتعليمية الى اربعة اركان اساسية، تعمل كشبكة متفاعلة واحدة في توصيل التعليم، وهي على النحو الاتي : الطالب/ المعلم/ الطريقة/ الكتاب.
الطالب : في البدء علينا ان نقرر حقيقة وهي ان علماء النفس يرون ان الانسان السوي يجب ألا يكون متخلفا في اكتساب التعليم، ويقصدون بالانسان السوي عكس الانسان المصاب بخلل فسيولوجي في دماغه، اي لديه اعاقة ذهنية او مجنون والمتخلف السوي ليس كالمعاق ذهنيا او كالمجنون، بل هو انسان لم يتعامل مع البيئة بشكل سليم ومتى تعامل مع البيئة بأنواعها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وبشكل سليم يستطيع اكتساب المعرفة، لاسيما من المؤسسات التعليمية، ان معيار التفاعل مع البيئة يحدد الفروق الفردية بين الجماعات والافراد، وقد اثبتت ذلك المدرسة النفسية السلوكية بالتجارب العملية على ايدي رواد هذه المدرسة امثال بافلوف وواطسن وثوندايك وجثري وسكنر وغيرهم يقول واطسن: اعطني اثنى عشر طفلا أصحاء وسليمي التكوين، وهيئ لي الظروف المناسبة لعالمي الخاص لتربيتهم، وسأضمن تدريب اي منهم بعد اختياره بشكل عشوائي، لأن يصبح اخصائيا في اي مجال، فيكون طبيبا او محاميا او رساما او تاجرا او حتى شحاذا او لصا، بغض النظر عن مواهبه وميوله ونزعاته وقدراته وحرفته وعرف اجداده « يمينه حمدي، عن النت، العرب،2017م في 25 اغسطس آب « وذهب السلوكيون الى ان الوراثة عامل وهمي تتشبث به القوى الاستعمارية والشيفونية كهتلر لتقسيم الشعوب على قوي وضعيف، ثم التنكيل بمقدراتها والسيطرة عليها ويرى العلامة نوري جعفر، أن الطفل او الشاب او غيرهما بمقدورهم ان يكونوا مبدعين فالابداع كما يرى يرجع لعوامل البيئة والتنشئة الاجتماعية ودعا نوري جعفر الى تحسين البيئة المدرسية وجودتها، وطالب بادخال الوسائل التعليمية الالكترونية والتقليدية الى غرفة الصف لمساعدة المعلم في توصيل المادة الدراسية للطلبة، كالسينما والتلفزيون والفيديو وغيرها. فكثير من العباقرة بدؤوا حياتهم متخلفين دراسيا أمثال الاديب الاسكتلندي برنادشو ومثل العالم انشتاين الذي كان ضعيفا في البدء في الرياضيات وصار احد فوارسه في ما
بعد.
إن عطاء المعلومات النظرية وحدها للطلبة لا يرسخ المادة في اذهانهم، فالطالب حين يحفظ صناعة الصابون نظريا في الكيمياء مثلا لا تترسخ في ذهنه هذه الصناعة، مثلما يمارسها عمليا في المختبر او في المصنع لأنهما الطريق لجودة التعليم « ان دول العالم اهتمت بالنواحي المهنية والعملية منذ عصر النهضة الى جانب الاهتمام بالنواحي النظرية في التعليم، ففي الصين ( اصبحت الدراسة الثانوية تتضمن – بجانب الدروس التقليدية المعروفة – التدريب العسكري ودروسا زراعية وصناعية عامة وعملية – بحسب المناطق – وتدريبا عمليا للطلاب في الحقول كتربية المواشي وغرس الاشجار وزراعة الخضراوات والمحاصيل وحصادها وفي المعامل يتدربون كذلك على صناعة بعض الادوات والالات، وان الطلبة يجرون تدريباتهم العملية هذه اثناء العطل السنوية « مولود كامل عبد، التعليم في الصين، منشورات الجامعة المستنصرية، 1974م، مطبعة دار السلام، بغداد ص:16 “، فجودة التعليم لا تكون الا على وفق خطط علمية ودراسة نفسية واجتماعية
للطلبة .
للموضوع صلة