- 1 -
اذا كان من الصحيح القول بأن المنازلة العسكرية للأوغاد الداعشيين، قد انتهت بهزيمتهم النكراء على يد أبطالنا الأشاوس وقواتنا المسلحة العراقية الباسلة، فإن خلايا داعش النائمة، وفلول أقزامها لم يتم القضاء عليهم فهم مختبئون هنا وهناك ينتظرون الفرص الملائمة للاجهاز على أرواح العراقيين الأبرياء والفتك بهم بكل ضراوة ووحشية، ولا بدّ ان نعترف هنا ايضا بأنّ درجة التعقب والمطاردة لتلك الفلول الداعشية قد أصابها شيء من الفتور!.
- 2 -
ولاشك أن الخلافات والصراعات القائمة فعلاً بين العديد من الكتل السياسية العراقية - التي تحسب بكل دقة حسابات مصالحها، فيما تغفل عن عمد وسبق اصرار عن رعاية الصالح العام للبلاد - والعباد تشكل الارضية الخصبة والمناخ الملائم لكل اعداء الوطن وفي مقدمتهم الارهابيون المتربصون بالوطن والمواطنين
الدوائر.
ومن هنا فإن هؤلاء المتصارعين السياسيين لا يُعْفَون من المسؤولية عما يقع على
الاطلاق ...
- 3 –
ان قوة الدولة بقوة مؤسساتها وأجهزتها، ولاشك ان المؤسسة العسكرية والامنية لا بُدَّ ان تكون بعيددة عن الحزبية والانحيازات الفئوية وان تعمل بكل تفانٍ واخلاص من اجل صالح الوطن والمواطنين على اختلاف مذاهبهم وأديانهم وقومياتهم، ولا تدس انفها في أيّةِ صراعات سياسية بين المتصارعين من المحترفين السياسيين .
واذا كان الطاغية المقبور قد اخترق الضوابط العسكرية بمنحه الرتب العسكرية لاشباه الأميين، وتسلط المتقدمين حزبيا على من يتقدمهم رتبة، مما أخل بكل الأعراف واللياقات المعهودة في الجيش، فإنّ المحترفين السياسيين في العراق الجديد مارسوا ألوانا من الضغوط والتدخلات لصالح إسناد اكبر المناصب والمهمات الخطيرة لمن يدينون لهم بالولاء السياسي، الأمر الذي أصبحت فيه المواقع والمناصب الخطيرة في تلك الاجهزة لا تُراعى فيها المهنية والكفاءة العالية فانعكس ذلك في أداء اولئك المزروعين في المواقع الحساسة، التي لم يكونوا أهلاً لتسنمها، فدفع المواطنون وهم كبش الفداء الثمن غاليا، من خلال الثغرات التي لم يفلح اولئك المسؤولون الامنيون في سدها. وما مجزرة ساحة الطيران التي وقعت في 2021/1/21 ببعيدة عن هذا السياق، سياق الخلل والاضطراب الذي سمح بتسلل الانتحارييْن الى السوق الشعبية القريبة في ساحة الطيران، وتنفيذ جريمتهما المروعة فيها، وكان ضحاياها الفقراء الابرياء الكادحين لتحصيل رغيف الخبز لهم
ولأسرهم .
- 4 -
إنَّ حماية الوطن والمواطنين واجب شرعي ووطني وأخلاقي، لا بُدَّ ان نتحمل مسؤوليته
جميعاً .
وعلى المواطنين التصدي لاخبار الجهات الامنية عن كُلّ حركة مُريبة، وكلّ مَنْ تحوم حوله الشبه والشكوك، ليتم اتخاذ الاجراء اللازم قبل وقوع الجريمة، وليس الأمر محصوراً بالسلطات الرسمية
فقط .
- 5 -
واخيراً:
لقد عفا ( ترامب) عن قَتَلَة العراقيين ليوصل رسالةً الى الارهابيين مفادها بأن الدم العراقي ليس مصاناً على الاطلاق!.
وهكذا يتضاعف وجوب الحذر من الدواعش الاوغاد ومن كل اخوانهم في الرضاعة، وانّ فترة ما قبل الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في 10 /10 /2021 حبلى بالكثير من المفاجآت، وقى الله البلاد والعباد من شر الأشرار ومن كيد الارهابيين ومُريدي ايقاع الفتنة بين
العراقيين.