أقام بيت الحكمة مؤتمره الدولي تحت شعار» الفكر اللساني في التراث الاسلامي العربي وتجلياته في الحداثة اللسانية العربية» عبر تقنية الفديوكونفرانس لتعزيز تجربة دمج الواقع الافتراضي بالواقع الحضوري، وللمدة من 20-21 كانون الثاني 2020.استهل المؤتمر الذي شارك فيه عدد من الباحثين من العراق والدول العربية والاسلامية، بكلمة لرئيس مجلس امناء بيت الحكمة د. احسان الامين اشاد فيها باهمية هذا المؤتمر في مواكبة وادامة الحوار الثقافي والحضاري.. كما ناقش المؤتمر وعلى مدى يومين محاور عدة تضمنت اوراقا بحثية تناولت « علم لغة النص، السيميائية، التداولية، الصرف والنحو، التأويلية» والتي سلطت الضوء على كثير من المعطيات المعرفية والثقافية التي تخص علاقة هذه المحاور بالمشكلات والتحديات التي يواجهها الدرس العلمي والمؤسسات التعليمية والاكاديمية والبحثية.
وفي الختام خرج المؤتمر بتوصيات تضمنت التأكيد على احترام الارث اللساني الاسلامي العربي، والسعي الى ادامته بمنهجية تواكب المعاصرة، وعبر تعميق الدراسات اللغوية، ووضع المناهج الكفيلة بذلك، بديلا عن الاساليب التقليدية، كما دعت التوصيات وزارة التربية الى تشكيل لجنة خاصة تتبنى تطوير مهمة تدريس مادة اللغة العربية لتكون اكثر نفعا واستيعابا من قبل الطلبة، والتأكيد على اهتمام المؤسسات الاكاديمية باللغة العربية كالمجمع العلمي العراقي وتركيز الجهود على توظيف التطور الحاصل في العالم وفي سياق يكون اكثر تفاعلا مع التحديات الرقمية الحديثة وتقديم مشاريع (حوسبية) تنسجم ومتطلبات الحياة الرقمية، كجهد موازٍ يكمل المشاريع اللغوية العربية القديمة، فضلا عن الدرس الصوتي العربي القديم والسعي لتوظيف المستجدات المعرفية، التي توصل اليها علماء اللغة في العالم لإعادة الاعتبار للدرس الصوتي وتطوير البحث به، استكمالا لجهود علماء اللغة العرب القدامى واسهاماتهم، واستعادة مكانة الجهد اللغوي العربي القديم وتطويره للوصول الى بناء نظرية تحتل مكانها في الدرس اللساني
العالمي.
وحض الباحثين العرب على تركيز الجهد باستثمار التراث اللغوي العربي القديم للدفع به باتجاه ابتكارات لغوية بعيدا عن إضاعة الجهد في محاولة استكشاف ما في تراثنا اللغوي من مقاربات مع الجهد اللغوي الحديث على الرغم من أهميته، فالإبداع يرتبط بتأسيس وليس محاولة التباهي فقط بجهد علمائنا
القدامى.
اللافت هو القطيعة التي تحققت بين جهد علمائنا اللغويين القدامى وباحثينا المعاصرين، الذين استمروا بالتركيز على اجترار وإعادة تدوير ما سبق إنجازه من دون محاولة البناء عليه بما يرفد البحث اللغوي العربي والعالمي الحديث، واخيرا طبع البحوث والدراسات التي تخضع مرة أخرى لخبراء وهيئة تحرير مجلة الدراسات اللغوية والترجمة - في عدد خاص بوقائع المؤتمر بعد انتهاء
اعماله.