أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان المربد بدورته الرابعة والثلاثين عن تحديد انطلاق فعاليات المهرجان يوم 11 من آذار حتى 16 آذار، بعد الاتفاق مع محافظة البصرة على تقديم الدعم الكامل للمهرجان، على خلفية انسحاب وزارة الثقافة، الداعمة الدائمة له منذ سبعينيات القرن الماضي حتى العام
2019.
المهرجان الذي أعلن قبل أسابيع في مؤتمر صحفي عقد في محافظة البصرة، بحضور الدكتور ضرغام الأجودي؛ النائب الأول لمحافظ البصرة، أنه سيقام للمدة بين 20- 24 شباط، بالتزامن مع معرض البصرة الدولي للكتاب الذي تقيمه محافظة البصرة بالتعاون مع اتحاد الناشرين العراقيين للمدة من
18-
27 شباط، وقد قررت اللجنة المنظمة للمعرض أن هناك يومين من فعاليات المعرض خصصا ليكونا للمشاركين في مهرجان المربد، غير أن الدكتور سلمان كاصد؛ رئيس اتحاد أدباء البصرة، أعلن مؤخراً عن الموعد الجديد لمهرجان المربد في شهر آذار المقبل.
ولمعرفة ملابسات هذا التغيير، واللجان التي شكلت لمهرجان المربد، تحدّث لصحيفتنا الدكتور سراج محمد؛ مسؤول اللجنة الثقافية في اتحاد أدباء البصرة، قائلاً إن معرض البصرة الدولي للكتاب ومهرجان المربد الشعري، كلاهما تظاهرتان ثقافيتان دوليتان، وإقامتهما في الوقت نفسه يستدعي دعماً لوجستياً مكثّفاً واستنفاراً أمنياً وثقافياً من أجل إنجاحهما بالشكل اللائق، وكلاهما يصبّان في الهم الثقافي وشؤونه، ولذلك قرّرت اللجنة العليا لمهرجان المربد المؤلفة من السيد محافظ البصرة والسيد رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، من إرجاء مهرجان المربد بعد انتهاء أعمال معرض البصرة الدولي للكتاب، للحيلولة من دون تأثير أحدهما على الآخر، ومن أجل إنجاحهما بما يليق بالبصرة وثقافتها وبضيوف البصرة الكرام، لذا تقرر أن يكون الحادي عشر من آذار موعداً لانطلاق فعاليات مهرجان المربد الشعري.
وفي لقاء تلفزيوني مع إحدى القنوات العراقية، دعا الدكتور حسن ناظم؛ وزير الثقافة، إلى إلغاء مهرجان المربد، لعدم جدواه ومن غير الممكن تصحيح أخطائه، على حدِّ قوله، التصريح الذي سبب ردود فعل كبيرة على مستوى أدباء مدينة البصرة، والأدباء العراقيين عموماً، فكيف تم التعامل لوجستياً للخروج من إعادة الاخطاء السابقة؟
وعن هذا، يجيب الدكتور سراج محمد أن مهرجان المربد ارتبط بالبصرة وثقلها المعرفي والثقافي، والحديث عن إلغائه هو طمس لهوية البصرة ومكانتها الريادية في الفكر والأدب، وأحد أهم أسباب الأخطاء السابقة هو الدعم اللوجستي والمالي من قبل وزارة الثقافة نفسها بوصفها مؤسسة وطنية داعمة ومتبنية للمهرجان، فحين يكون الدعم خجولاً ولا يتناسب وحجم المستلزمات الجوهرية للمهرجان تحدث الأخطاء، أمّا الهنات المتعلّقة بالنسخ السابقة فيمكن إصلاحها والعمل على عدم تكرارها، وهذا ما تعمل عليه الإدارة الحالية بالتنسيق مع السيد محافظ البصرة والمؤسسات الرسمية في البصرة، فقد أبدت محافظة البصرة استعدادها وحرصها على دعم المهرجان وإنجاحه بالصورة اللائقة، وبدوره عمد اتحاد أدباء البصرة إلى خطط وستراتيجيات جديدة كفيلة بإظهار المربد بصورته التي يجب أن يكون عليها مجسّاً للراهن الشعري والنقدي والثقافي عراقياً وعربياً. وحسب ما علمنا، فقد تشكّلت لجنة ثقافية جديدة لإدارة المهرجان ثقافياً، ابتعدت عن أسماء الأدباء المشاركين في اللجان الثقافية للسنوات السابقة، فمن هم أعضاء اللجنة الثقافية، وما الخطوط الاولى التي تم وضعها؟ وفي هذا يكشف محمد أن اللجنة العليا للمهرجان واللجنة التحضيرية تعقد اجتماعاتها بشكل يومي من أجل تشكيل اللجان وتوزيع مهامها، وقد ضمت اللجنة الثقافية أعضاءً من الاتحاد المركزي واتحاد أدباء البصرة، وهم كل من الدكتور عارف الساعدي والشاعر عمر السراي والدكتور عمار المسعودي والشاعر كريم جخيور والشاعر علي نوير والدكتور سراج محمد، ومن المرجّح أن تكون الدعوات منقسمة إلى فئتين: حضور ومشاركة، تضم أدباء وشعراء ونقاداً عرباً وأجانب وأدباء وشعراء ونقاداً من داخل العراق وخارجه، بواقع مئتين وخمسين شخصية، آخذين بنظر الاعتبار معايير خاصة للدعوة والاستضافة مع الحرص على إشراك الأسماء الشابة والجديدة الفاعلة.
أما المحاور النقدية التي تم اختيارها لهذا العام، وأسباب هذا الاختيار، فيبين محمد أن هذه المحاور ستكون متنوّعة؛ لكونها ستعتمد النصوص التي ستقرأ في المهرجان، والتي سترسل مسبّقاً ليطّلع عليها النقدة، لتصار في ما بعد إلى كتاب مطبوع يضم النصوص والدراسات النقدية، من أجل خلق مناخ تفاعلي خاص بين الشاعر والناقد والتأشير على خصائص الراهن الشعري، ومن المرجح أن يصل عدد النقاد إلى أربعة عشر ناقداً عراقياً وعربياً.
ربّما سنشهد مهرجاناً مختلفاً هذا العام، وهو ما يتمناه الأدباء العراقيون، وما يدعون له مع كل تحضير لدورة جديدة، غير أن السنوات السابقة شهدت تكرار الأخطاء نفسها، من خلال تكرار أسماء المشاركين من الشعراء والنقاد، وعدم التزام الشعراء بالمساحة الزمنية الممنوحة لهم، فضلاً عن احتشاد منصة القراءات بالشعراء الذي يتجاوز عددهم في بعض الجلسات ثلاثين شاعراً، غير أن وجود أسماء مهمة في اللجنة الثقافية لهذا العام ربّما ستعمد إلى الخروج بثوب جديد لمهرجان يعد الأهم عراقياً إن لم يكن عربياً.