الـنـشيـد الـوطـني الـعـراقــي

آراء 2021/01/25
...

  حسين رشيد
في مطلع العام الحالي غيرت أستراليا كلمة واحدة في نشيدها الوطني لجعله أكثر شمولاً ويعكس تاريخ 60 ألف عام للسكان الأصليين حسب الحكومة الاسترالية اذ تم تغيير الكلمات من «نحن أمة حديثة وأحرار» إلى «نحن أمة واحدة وأحرار». 
هذا التغير بالمفردة اضفى على النشيد روحية وطنية، وسيرسخ وحدة البلاد وقوتها، حين تشعر كل مكونات الامة الاسترالية، انها ممثلة بالنشيد الوطني، وهي جزء من امة واحدة، حرة الاختيار والقيادة والاستقلال، ويحق لكل شعب من شعوبها، العيش وفق ارثه وتراثه وثقافته المجتمعية، تحت اطار الدولة وقوانينها النافذة.
قبل ايام روجت بعض الصفحات والبيجات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لنشيد (عراقنا) للفنان كاظم الساهر، مضيفة ان جمهور الفنان يطالب ان يكون (عراقنا) النشيد الوطني العراقي، الذي ينتظر ان يقر منذ شهور التغيير النيساني الاولى، لكن الاختلافات حول الشاعر والقصيدة والموسيقى والانتماءات ترحله من حكومة الى اخرى حتى يومنا هذا.
هذا الترويج قد يكون مصادفة او مخططا له، اذ ما علمنا ان النشيد تم تعديله حيث اضيفت مفردة (ايزيديين) الى المقطع الذي تذكر فيه كل المكونات العراقية، خاصة اذ ما علمنا ان في نية وزارة الثقافة ان تغير النشيد الوطني والعلم العراقي مثلما اعلن قبل فترة وجيزة، بالتالي ثمة خشية من أن يكون هذا الترويج والمطالبة مخططا 
لهما.
الاستماع لنشيد (عراقنا) لايحرك اي مشاعر او احاسيس كما نشيد (موطني)  المعتمد حاليا، رغم عدم عراقيته، فضلا عن سطحية كلمات النشيد وجفاف مفرادته وتكريسه الانقسامات من خلال ذكر المكونات العراقية القومية 
والدينية. 
ربما تكون هناك وجهة نظر للشاعر بذلك لكن لماذا هذا التكريس ومحاولة زيادة الانقسامات المجتمعية، اذ يمكن الاكتفاء بذكر الامة العراقية مثلا او اي مفردة اخرى تكون جامعة لكل المكونات، الامر الآخر والمتعارف عليه ونظراً لأهمية النشيد الوطني، أنه لا بد وأن يكون كاتبه  من الشعراء المهمين في البلاد، ان لم يكن الاهم، وملحنه كذلك، فضلا عن الموزع الموسيقى، فالامر هنا ليس اغنية عابرة او نشيد مرحلة معينة، فهو النشيد الوطني شارة البلاد في كل 
المحافل.
اما اذ استمر الاختلاف السياسي حول النشيد والشاعر والملحن والكلمات وغير ذلك فيمكن الاكتفاء باختيار مقطوعة موسيقة تمثل الارث الرافديني لتكون النشيد الوطني العراقي.