«بيت شمران الياسري الثقافي»

الصفحة الاخيرة 2021/01/27
...

زيد الحلّي
 
ظاهرة عراقية آخذة بالاتساع في وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح تنوعها يشمل فئات عديدة من الشعب، ومداها لم يقتصر على المحيط المحلي، بل أصبح عربيا وعالمياـ وشخوصها تنوعت، بتنوع ثقافات القائمين عليها، وأعني بهذه الظاهرة (الكروبات)، التي ضمت اسماء معروفة مجتمعيا، وتخصصاتها متنوعة .
لا أعني بهذه (الكروبات) التي تجمع موظفي الدوائر والمؤسسات والأسر، فهي معروفة منذ مدة طويلة، وموجودة بين رئاسة الجمهورية، ومجلس النواب، ورئاسة الوزراء، حيث يتم التحاور بين المنتسبين، وربما تتخذ القرارات المهمة من خلالها، إنما أعني بذلك ذات الطابع المجتمعي، التي تعنى بالأفكار وتبادلها، وتشمل السياسة والمال والاستثمار والرياضة والاغاني التراثية والفنون، ومن بين ما أشرت الى (كروب) حمل اسم «بيت شمران الياسري الثقافي» ومن منا لا يعرف اسم شمران الياسري، هذا العلم العراقي الوطني المكنى «ابوكاطع» ، هذا (الكروب)  يديره نجله الوفي الاستاذ إحسان الياسري، ولأنني لا أفقه بالتقنيات الالكترونية، سوى الكتابة على الحاسوب، وما يُنشر من خلاله، فإن متابعتي لنشاطات اعضاء (كروب) بيت  الياسري كانت شكل اطلاع مبتسر،  لكن بالرغم من ذلك، جعلني أحسُ أن اعضاءه ومتابعيه على رقي ثقافي عالي المستوى، فمن خلال ربان حكيم القيادة، تحول الى مجلة رصينة متنوعة،  فيها رئيس تحرير وفيها محررون أكفاء ، وقد سعدتُ فعلا بحسن التنظيم، من خلال المحاضرات التي تقدم بين يوم وآخر، أو كل اسبوع، يحددها جدول معتمد يصدر شهريا من رئاسة التحرير، يشمل اسم المحاضر والمحاضرة، وهي محاضرات عميقة المعنى لا تقترب من السياسة الآنية، غير أنها تتجه بعمق للواقع العراقي قديما وحديثا والشخصيات، التي أثرت في وجدان المجتمع من الشعراء والادباء، وذكريات عن أحداث عراقية معاصرة، وعن تاريخ المدن وما شابه ذلك.
الشيء المثير للإعجاب، اهتمام  محاضرات (الكروب) بقضايا ذات اهمية عند الرأي العام، مثل محاضرة (مؤتمر لوزان وتأسيس الدولة التركية ) و (ثورة القرامطة) و (ذكرى تأسيس الجيش) و (شخصيات ملكية) و (تجربة كوريا الجنوبية) و (رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان)، وغيرها العشرات، لا يتسع حيز العمود لذكرها.
تحية لروح العزيز الاستاذ شمران الياسري.