طهران: وكالات
أعرب مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن قناعته ببطلان التصريحات التي جاءت على لسان قائد أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي بشأن مواجهة طهران، وأعرب رئيس مكتب الرئيس الإيراني، محمود واعظي، أمس الأربعاء، عن قناعته بغياب أي خطة أو قدرة لدى إسرائيل على شن حرب ضد طهران، مضيفاً أن تصريحات كوخافي ليست سوى «جزء من حرب نفسية وبلا قيمة».
وأبدى واعظي استعداد قوات الجيش الإيراني والحرس الثوري للتصدي لأي تحد، موضحاً أن «طهران لا تنوي مهاجمة أي دولة، لكنها لن تتوانى في الدفاع عن نفسها»، وتابع: «لن نتردد في الدفاع عن أمننا القومي في مواجهة أي تهديد».وذكر مدير مكتب روحاني أن «الإدارة الأميركية الجديدة مستقلة، وذلك يزعج إسرائيل إلى حد بعيد»، مشيراً إلى أنه «على تل أبيب أن تدرك أن عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد انتهى ولم يعد بوسعها فرض إرادتها على واشنطن».
وحمل واعظي عدداً من الدول العربية المسؤولية عن محاولة الحيلولة دون عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي والتفاهم مع إيران، مؤكدا أن «لدى إسرائيل والسعودية مخاوف بهذا الشأن».بدوره، أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، أن بلاده تحتفظ بحقها في الرد على أي تهديدات من قبل إسرائيل.
وقال روانجي، في كلمة ألقاها مساء أمس الأول الثلاثاء بتوقيت نيويورك (فجر أمس الأربعاء بتوقيت بغداد) اخلال اجتماع للأمم المتحدة: «إسرائيل تواصل الكذب والخداع واستخدام معلومات ملفقة لإظهار أن برنامج إيران النووي يشكل تهديدا للمنطقة».
وشدد المسؤول على أن تهديدات إسرائيل ترمي للتستر على ترسانتها النووية وتقويض الاستقرار في المنطقة، مضيفا «إيران تحتفظ بحقها في الرد على أي تهديدات إسرائيلية»، وصرح بأن «الخداع عنصر أساسي في السياسة الخارجية لإسرائيل، وهي لم تفوت فرصة للقضاء على الاتفاق النووي».وأكد مندوب الجمهورية الإسلامية لدى الأمم المتحدة: «إيران لن تتردد في الدفاع عن نفسها وسنرد بقوة على أي تهديد لأمننا القومي».وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، قال أمس الأول الثلاثاء: إن «قوة الردع الإسرائيلية زادت في وجه الدول التي تهدد أمنها».وأوضح في كلمة خلال مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن «هذه الدول ليست لها النية لشن هجمات ضدنا وكل عملياتها ضدنا تأتي في سياق الرد على نشاطات نقوم بها نحن».وأشار إلى أنه «في مواجهة (المحور الشيعي) الذي يمتد من إيران مروراً بالعراق وسوريا ولبنان، تبلور تحالف إقليمي قوي يبدأ من اليونان وقبرص ومصر والأردن ودول الخليج العربي، حيث تقف دولة إسرائيل داخل هذا التحالف»، بحسب تعبير كوخافي.ولفت إلى أن تموضع محور إيران «يشهد تباطؤا داخل سوريا نتيجة للعمليات المتواصلة التي ننفذها مع باقي المؤسسات الأمنية، لكن هذا التموضع لم ينته ولا توجد لدى الإيرانيين النية لوقفه ولذلك نشاطاتنا ستتواصل».
وقال: إن «إيران لا تعتبر مشكلة إسرائيلية فحسب بل مشكلة دولية لأنها تغذي الإرهاب في العالم عامة وفي الشرق الأوسط خاصة»، مضيفا أن «العودة إلى الاتفاق النووي لسنة 2015 أو حتى التوصل إلى اتفاق مشابه ومعدل سيكون اتفاقا سيئا على المستويين العملي والستراتيجي، لذا يجب عدم السماح لذلك”.وأكد كوخافي، أنه أصدر “تعليمات إلى جيش الدفاع لوضع عدد من الخطط العملياتية في ما يتعلق بإيران، غير أن قرار تنفيذها يبقى في يد المستوى السياسي بالطبع”.إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف، أن المهم لطهران هو إجراءات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإلغاء الحظر الذي فرضه الرئيس السابق دونالد ترامب على البلاد.وفي تصريح لوكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية، قال ظريف تعليقا على مدى تأثير تعيين كروبرت مولي مبعوثا للإدارة الأميركية لشؤون إيران في خفض التوتر بين طهران وواشنطن: “ما يهمنا ليس الأفراد، فمولي كان حاضرا في المفاوضات النووية وهو كسائر أعضاء فريق بايدن”.
وأضاف: “ما سنوليه الاهتمام هو إجراءات إدارة بايدن للإلغاء العملي للحظر الذي فرض على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عهد ترامب، وحينما نشاهد هذه الإجراءات فمن المؤكد سنبدي رد الفعل”.وأشار ظريف إلى أن ترامب خرج من الاتفاق النووي عام 2018 وفرض الحظر على إيران، لافتاً إلى أن “الولايات المتحدة عاقبت حتى الدول التي كانت تلتزم بالاتفاق النووي”.وأضاف “لقد صبرنا عاماً وعملنا على أساس الاتفاق النووي وأردنا حث الدول الأوروبية على تنفيذ التزاماتها لكنها للأسف لم تستطع ذلك، ومن ثم أعلنا في العام 2019 خفض التزاماتنا”.وتابع ظريف: “لو أنهى الجانب الأميركي إجراءات حظره وامتنع عن التدخل في التعاون الاقتصادي بين إيران والعالم ورأينا نحن نتائج خطواتهم هذه، سنعود لتنفيذ التزاماتنا في الاتفاق النووي”.