فرص العمل

آراء 2021/01/29
...

 حميد طارش
تأمين فرص العمل من الواجبات الاساسية للحكومة ولكن ليس بالضرورة أن تكون  على ملاكها وانما عن طريق تشجيع القطاع الخاص ودعمه وتقديم التسهيلات اللازمة من قروض و تخفيضات ضريبية، وجمركية وكذلك الاهتمام بالقطاع الزراعي وتأمين مستلزمات نهوضه، واما السياحة وبأنواعها الثلاثة، الدينية والأثرية والطبيعية، فتتطلب اعادة النظر فيها ووضع الخطط اللازمة لاستثمارها .
 إنّ النهوض بالقطاعات المشار اليها آنفا  ليس صعبا واهم ما يحتاجه هو الارادة السياسية والاخلاص لبناء بلد يحتاج، بحسب المختصين، خمسمئة الف فرص عمل سنوية، كحد ادنى، لامتصاص الطاقات الشبابية، التي تتوفر سنويا بغية تأمين رزقهم المشروع وما يترتب عليه من نمو وازدهار في الاقتصاد الوطني وتحصين للشباب من الانحراف الى الاعمال غير المشروعة . كما إن غياب فرص العمل أثر بشكل آخر على انتشار عمالة الاطفال عندما تكون هي الممكنة وظهرت العديد من التقارير، التي أشارت الى دفع اولياء الامور العاطلين عن العمل، ابناءهم القاصرين للعمل، باعتباره متاحا ورائجا لعوامل اخرى كالشفقة والتعاطف مع الاطفال وبالنتيجة ستكون له آثار سيئة  على المجتمع، بسبب تعطيل نمو وتطور هذه الطاقات وتحويلها الى المسار الخاطئ، الذي قد يشكل بيئة للجريمة والانحراف. وتلعب فرص العمل دورا مهما في زيادة الدخل الوطني ويكون الفرد العامل مساهما في زيادة ايرادات الدولة، بما يدفعه من ضرائب لها وذلك بخلاف فيما اذا كان عاطلا، مما يترتب عليه ليس فقط حرمان الدولة من اسهاماته الانتاجية والضريبية، وانما سيكون مشمولا بشبكة الحماية الاجتماعية، وبذلك سيكلفها نفقات اضافية، وهكذا الامر، عندما يصبح ارهابيا، فتفجير ساحة الطيران الاخير، وما سبقه من تفجيرات ارهابية، اضافة الى إزهاق أرواح الابرياء التي لا تقدر بثمن، كم تسبب في خسائر مادية لأسر الشهداء والجرحى وحرمان الدولة والمجتمع من طاقات شبابية مهمة ومؤشرا لإهمال الحكومة وعجزها في حماية هؤلاء الشباب الباحثين بشرف عن  فرص العيش. كما تترتب على غياب فرص العمل نتائج سيئة تتمثل بالمشكلات الاجتماعية وغياب السعادة، ولعل جائحة كورونا، خاصة في الشهور الاولى من اجتياحها، هي شاهد على ذلك بما افرزته من عوز وحرمان ومشكلات اخرى، والجائحة ما زالت مستمرة وجميع المختصين، على المستوى الدولي والمحلي يحذرون من عواقبها الوخيمة على سوق العمل والاقتصاد بصورة عامة، والسؤال هنا ما العمل لتلافي افرازات الجائحة المضافة لواقع يعاني اصلا من غياب فرص 
العمل؟!.