عن الجهل.. أحدثكم

الصفحة الاخيرة 2021/01/30
...

حسب الله يحيى 
أعجبني ونبهني سؤال ورد على لسان أحد المدونين يقول :
«معك رصاصة واحدة وامامك ثلاثة أهداف: الفقر، الفساد، الجهل، أيهم ستقتل ولماذا؟
ومما زاد اعجابي وسروري هو ان معظم التعليقات اشارت الى ضرورة قتل الجهل، وهذا يعني ان المعلقين، باتوا يدركون ويفهمون حقيقة اساسية تكمن في وطأة الجهل على كل شيء في حياتنا، بدءاً من الامن والاستقرار ومرورا بالفقر والفساد والمرض والجريمة .
ذلك ان الجهل يقود صاحبه الى ارتكاب شتى الاساليب والاعمال السلبية، من دون روية ولا تفكير ولا تأمل ولا مراجعة .
الجاهل، يخطئ دائما في تقديره للمواقف، وفي معالجته للمشكلات والعقبات التي يواجهها، وذلك بسبب غياب اي تصور عنده عن عواقب ونتائج ما يفعله ويؤديه من الممارسات غير المعقولة وذلك لعدم خضوعه للتفكير .
إنَّ استخدام سلاح لا نتقن أدواته ولا طريقة استعماله ولا مردودات أفعاله، قد يلحق بحامله الاذى قبل ان يلحق بالآخر/ الخصم شيئا .
وتناول طعام لا نعرف مكوناته ولا صلاحيته ولا مصدره، ربما يتحول الى سموم قاتلة .
والقرارات والأحكام الجاهلة التي لا تعرف التروي، وانما تنصرف الى فعل ورد فعل؛ لا توصل صاحبها الا الى النتائج السلبية وربما تؤدي بصاحبها الى المزير من التعقيدات والفشل .
الجهل، هو الأب الشرعي لكل ما نشهده من الفشل وفي المرافق كافة .
يذكر أن احد الجواسيس تم زرعه في بلد اخر, وظل امره خفياً, وعندما كشف امره نتيجة لوشاية من دون أدلة، اعترف هذا الجاسوس الذي شغل موقعا، في الدولة  انه لم يفعل شيئاً للبلد الخصم سوى انه تمكن من وضع الجهلاء في مواقع ومناصب لا صلة ولا معرفة لهم بها؛ فكانت النتيجة الحاق الفشل في ادارة الدولة برمتها .
من هنا نتبين ان سيادة الامية, لا بمعنى عدم اجادة القراءة والكتابة حسب، وانما الاهم من ذلك الجهل بالامور التي تناط بأي عمل يجهل المرء تفاصيله وأبعاده ونتائجه.
نعم حيث تضع الخبرة والمعرفة في مسألة او موقع ما، لا بدّ أن تحصد نتائج ما زرعت ووضعت وحمدت .
وحيث يكون الفشل والدمار والخراب وكل عثرات الحياة, لا بد أن تجد الجهل قائماً عليها, عابثاً في صميمها، مسهما مساهمة اساسية في الحاق الفشل في كل تفاصيلها . 
في حين نجد ان سيادة ونجاح الامور، لا يتحققان الا بصلاحية وخيرة ومعرفة ودقة واخلاص القائمين على ذلك النجاح المطرد .
نعم  الجهل ظلام وعثرات، بينما الوعي والنور ثمار وازهار، فهل نحسن اختيار المعرفة والوعي سبيلاً اساسياً من سبل بناء الانسان والحياة معا؟.