القلعة.. أيقونة أربيل وتاريخها

الصفحة الاخيرة 2021/01/30
...

اربيل: كولر غالب الداوودي 
 
 
ما ان ندخل أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق، حتى نجد قلعة تراثية ماثلة امام النظر، تتوسط تلك المدينة الجميلة، تربض جنبها سوق قديمة بدرابينها التراثية، بينما تتراقص امام القلعة سلاسل من النافورات المائية، تبعث الحياة في تلك البقعة التي عاصرت الكثير من الحضارات، عاش فيها الكثير من الشعوب على اختلاف لغاتهم واجناسهم، وقد بقيت شامخة على التل الاثري الى عصرنا الحالي، ويتم ترميمها بين الفينة والأخرى، أدرجت على قائمة التراث العالمي في حزيران 2014.
مدير القلعة وابنها الذي قضى طوال حياته بين رحابها نهاد لطيف قوجه، بيّن لـ«الصباح» ان «القلعة مهد الحضارات، وتعد من اقدم المدن الآهلة بالسكان الذين قدموا اليها من القرى المجاورة، ولكن حاليًا لم تبق سوى أسرة واحدة، للتعبير عن استمرار الحياة فيها، اما الأسر الاخرى فقد أخرجت منها خوفًا من تدميرها للمعالم الاثرية، وعدم الحفاظ عليها، وتم تعويضهم بقطع أراضٍ سكنية وبيوت في مناطق 
اخرى».
وكشف قوجه عن ان «هناك خطة وضعت من قبل خبراء ايطاليين وتحت اشراف اليونسكو، تضم الكثير من النشاطات الثقافية والتراثية، وسوف يتم احضار 30 الى 40 أسرة للسكن في قلعة اربيل من العاملين نفسهم في القلعة، اما بقية البيوت فتتحول الى مراكز موسيقية وتراثية».
مضيفا «نحن فخورون بما تضم هذه القلعة من معالم سياحية، واصبحت رمزا للسلام والتآخي»، مؤكدا  أن وزارة السياحة في الاقليم تحرص على تتمة ترميمها وتعميرها الذي 
بدأ منذ العام 2005 وتوقف قبل عدة اعوام بسبب الظروف الاقتصادية المتداعية، خصوصا بعد الحرب على عصابات داعش الارهابية، ما ادى الى توقف العمل بنحو 95 بالمئة من الاشغال، ولكن في هذه السنة، هناك خطة لاستئناف الترميم، بعد ان خصص الاتحاد الاوروبي مبلغ ستة ملايين وخمسمائة الف يورو للمساعدة في إعادة تأهيل القلعة».