الطريق الى الجمال

الصفحة الاخيرة 2021/01/31
...

احمد السعد

ننحاز للجمال دائما، ونفكر باعادة تشكيل حياتنا بما يليق بها، فنبحث عن الصحة وعن الفن وعن السفر والقراءة لكي نخلق اجواء تصلح لهذا الجمال، وحتى نتمكن من مواجهة القبح الذي صار يملأ حياتنا بشكل مرعب..
العلاقة بين الجمال والبحث عنه تتطلب جهدا، ورغبة وارادة، إذ ليست صناعة الجمال خالية من المصاعب، وبعيدة عن المشكلات التي قد تسببها ظروف الحياة المعقدة، لاسيما تلك التي تستدعي تأمين امكانات وجهود، واحيانا خطط ومصاريف قد لا يتحملها جيب المثقف المسكين الذي يتغذى دائما بالاحلام والامل البعيد..
من اكثر الاحلام الجمالية الان هو البحث عن الصحة، او الاحتفاظ بها على اقل تقدير، لانها ليست بعيدة عن قوة الجسد والحركة، وحتى التمتع بالطاقة التي تجعل عمل البحث والحركة مقبولا وخاليا من المنغصات التي كثيرا مايتركها المرض على الجسد وعلى حيويته ومتعته.
الخوف من كورونا ومن الاختلاط ،وارتداء الكمامة في اوقات متعددة ،قد تكون مظاهر واقنعة من الصعب تجاوزها، لأن الذهاب بعيدا الى المكاشفة سيكون سببا في تعريض الجسد للاصابة بامراض شتى، فضلا عن كونه سببا في تقليل فرص المتعة والتلذذ بالجمال الذي سيكون بعيدا عن متناول اليد وباعثا على القلق وانتظار المفاجآت غير الحميدة..
البحث عن الجمال يمكن ان يكون غاية لحياة معقولة، ويمكن ان يكون وسيلة للوصول الى حياة اكثر استعدادا للتعاطي مع فكرة المتعة، والامتلاء، لاسيما أن مفاهيم الامتلاء والمتعة والجمال تظل غامضة إن لم توضع في سياقها الصحيح، واستعمالها بطريقة آمنة ولا تسبب ضررا لأحد، من منطلق ان الناس اذواق متعددة وثقافات مختلفة، وهو ما يعني تعددا وتنوعا في نظرتهم للجمال والثقافة والمتعة، لذا حرصت ان اصطنع لي طريقا خاصا للوصول للجمال بعيدا عن فخاخ واوهام الآخرين..