قلب بغداد الدامي

آراء 2021/01/31
...

   عباس الصباغ

لم يكن بعيدا عن التوقع ان تعترف عصابات داعش الارهابية بمسؤوليته عن التفجيرات الارهابية الجبانة في قلب بغداد وغيرها، والتي حملت بصماتها المتوحشة، وبعد هدوء نسبي استمر قرابة ثلاث سنوات شاهدنا أعمالا ارهابية ضد قوى الأمن وأخرى تخريبية في مواقع الطاقة الكهربائية.

بهكذا عمليات ارهابية نوعية يمكن ان نسمّي اليوم الذي تقع فيه هذه الحوادث الارهابية باليوم الدامي، كالخميس الفائت مثلا وقبله الكثير من الايام الدامية، وهي جميعها لم تحدث محض صدفة، لأن الارهاب لايتحيّن الفرص، بل يخطّط وفق ستراتيجية ثابتة وان اختلفت تكتيكاته حسب الظروف اللوجستية على الارض، 
بدليل إن الارهاب الداعشي ما زال يمتلك المبادرة في توجيه ضرباته، ليثبت أنه ما زال قويا وموجودا، كما حصل في الباب الشرقي وساحة الطيران، واثبتت عودة  التفجيرات الارهابية ان الارهاب الداعشي يستطيع الوصول الى اي نقطة يختارها وفي أي 
وقت يشاء .
ويبقى رد الفعل الحكومي منحصرا في عبارات الادانة والتلويح بالضرب بيد من حديد وتقديم الجناة  للعدالة، مع احالة الملف المعني على (لجنة) تحقيقية عاجلة لمعرفة خيوط الجريمة والكشف عن المقصرين لمحاسبتهم، والشيء الذي يتكرر انه لا توجد أية جهة امنية تعترف بالتقصير وترمي باللائمة على الجهات الاخرى  وتبرّئ نفسها، محمّلة غيرها المسؤولية في حدوث الخرق الامني، ويتكرر هذا السيناريو مع كل حدث ارهابي نوعي، كما حدث في الباب الشرقي (قلب بغداد) الحيوية و كان على الجهات التنفيذية، أن توليها عنايتها الفائقة وخاصة الجهات الاستخبارية، 
فلم يحصل هذا للأسف كما اعتاد العراقيون عقيب كل عملية ارهابية نوعية، أن تحصل عملية اعفاء او مناقلة للمناصب والمسؤولين  في السلطات  الأمنية "كعقوبة "، 
ومع هذا تتكرر العمليات الارهابية الوحشية التي تحصد المئات من الضحايا، فضلا عن خراب البنى التحتية،  فتذهب  تلك الاعفاءات والمناقلات والتغييرات في المناصب والمواقع الوظيفية الامنية ادراج الرياح، ومع هذا تبقى الكرة دائما في ملعب الجهات الاستخبارية صاحبة التقصير الاكبر في كوارث من هذا النوع، ومن دون التحرّك دوليا على الجهات التي تساند الارهاب مهما كانت، لاستحصال قرار يدينها او يوقف انشطتها التخريبية في العراق او تجفيف منابعها، تبقى المشكلة ذاتها من دون 
حل مرتقب.