شمخي جبر
يعني الصراع السياسي المنافسة بين طرفين او اكثر في الوصول للسلطة او في تقرير سياسة ما يراه احد الاطراف انها المناسبة للحظة السياسية الراهنة، فيخوض صراعا من اجلها، قد تكون سياسة اقتصادية او اجتماعية،
وعلى الاغلب تسود الصراعات السياسية ايام الانتخابات وخلال تقديم البرامج السياسية والمنافسة على كسب جمهور الناخبين والتأثير في توجهات الرأي العام .
وتسود الحياة السياسية في الكثير من الدول صراعات سياسية، لاسيما في فترة الانتخابات واللحظات السياسية الحرجة في حياة المجتمع والدولة، وقد تكون الصراعات السياسية الدائرة في اية دولة هي صراع إرادات سياسية باتجاه اصدار قرارات معينة او اتخاذ مواقف ما، الصراعات السياسي قد تعبر عن حيوية المشهد السياسي وحرص الفاعلين فيه نحو حياة وتصورات اكثر ايجابية لتقرير حالة ما .
هذا الوصف الايجابي للصراع السياسي يعبر عن حالة الدول المستقرة التي تجرى فيها الصراعات في اطار من السلم الأهلي .
وحين نقول الصراع فنعي به اختلاف الارادات والرؤى والبرامج والتوجهات، وهذا كفيل بإغناء الحياة السياسية من اجل تقديم خيارات افضل لواقع المجتمع في حاضره ومستقبله.
ولكن بمتابعة بسيطة وسريعة للحياة السياسية وحراكاتها في العراق ومنذ التغيير في التاسع من نيسان والى الان، نرى ان الصراع السياسي بين الفرقاء السياسيين يأخذ مديات لها انعكاساتها على الواقع المجتمعي، ما يحوله الى خطاب تحريضي ذات مضامين طائفية او شوفينية، قد يصل في الكثير من الاحيان الى مستوى العنف.لهذا نرى ان الخطب النارية والتصريحات اللا مسؤولة غالبا ما تنعكس في الواقع المجتمعي وعلى حياة الشارع ، فتتمظهر على شكل تشنجات مجتمعية او أعمال عنف.
للاسف بعض السياسيين في العراق كما يرى الكثير من المتابعين صناع أزمات، قادرين على إنتاج المشكلات والإشكاليات، لكنهم غير قادرين على إنتاج الحلول.
صورة السياسي التي تظهر على الشاشات مساء كل يوم لاينتظر منها المواطن مايجعله متفائلا او مستبشرا، بل تجعله يضع يده على قلبه خوفا من انعكاساتها على الشارع وما قد يحدث صباح اليوم التالي، تعوّد المواطنون على التنبؤ بأحداث اليوم التالي كلما اطل عليهم وجه كالح مكفهر.
هكذا يفهم السياسيون الصراع، اذ لايفهمونه بأنه صراع من اجل انتاج الحلول الافضل، بل صراع من أجل انتاج أزمات كثيرا ماتتحول الى أعمال عنف يذهب ضحيتها الأبرياء.