(المرسم الصغير)

الصفحة الاخيرة 2021/02/03
...

 رضا المحمداوي 
ليس أمراً عادياً او حدثاً عابراً، أن يستمر برنامج تلفزيوني في عرض حلقاته لمدةٍ تزيدُ على 35 عاماً، وهو ما يمثّلهُ برنامج (المرسم الصغير) لمُعدّهِ ومُقدّمهِ الفنان خالد جبر، الذي عَرَضَ حلقتَهُ الأولى في (تلفزيون العراق- سابقاً) بتاريخ 15/ 6 /1985 بإخراج الراحل كريم حمزة، وما زال مُستمراً بتقديم هذا البرنامج المُوَجَّه للأطفال على قناة (العراقية) حتى الآن.البرنامج المُخضّرم انضمَّ بجدارةٍ واستحقاقٍ الى أيقونات تلفزيونية معروفة، مثل مؤيد البدري وكامل الدباغ وخيرية حبيب واعتقال الطائي وغيرهم، لذلك فهو جدير بالاحتفاء والتقدير واستذكار مسيرته التلفزيونية، التي امتدّتْ لسنوات طويلة، ومن هنا جاء عرض الريبورتاج التلفزيوني (رسام الشوارع) لمُعدّهِ منهل المرشدي ومخرجهِ ماجد محمد جواد على قناة (العراقية)، ليشكّلَ التفاتة استذكار وتحية وفاء لتجربة الفنان خالد جبر الفنية والإعلامية والتوقف عند محطات مهمة في سيرتهِ الذاتية.
المحور الرئيس لـ(رسام الشوارع) تمثّل لنا بالتوقف طويلاً عند مُعِدّ ومُقَدّم برنامج( المرسم الصغير) واستعراض لمسيرتهِ التلفزيونية الطويلة، لكنَّهُ بالمقابل أغفلَ الفنان الرسام (خالد جبر) في تجربتهِ مع الفن التشكيلي وانجازاته فيه، فلمْ نتعرّفْ على معارض الرسم الشخصية التي أقامها او تجاربه ورسوماته المعروفة والمُميّزة، وأهم المدارس الفنية التي تأثّرَ بها، ولمْ نشاهدْ نقاد الفن التشكيلي واساتذته الأكاديميين وهم يدلون بآرائهم عن تجربة خالد جبر الفنية، وكذلك خلا التقرير تماماً من إنطباعات الفنانين والمجايلين 
للفنان، خاصةً ان خالد جبر كفنان تشكيلي يعد غزير الإنتاج، فلديه ما يقربُ من 500 لوحة وهو يرسم بمُعدل 3 لوحات يومياً، وهذه خاصية جديرة بالتوقف عندها.
في الشكل والإسلوب الذي اعتمدهُ المخرج في (رسام الشوارع)، كان حديث الفنان المباشر مع الكاميرا هو الطاغي والمهيمن، حيث تحدّثَ عن طفولتهِ ودراستهِ الابتدائية ولقائهِ بالزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بوصفه طالباً موهوباً، ومن ثم دخوله لمعهد الفنون الجميلة طالباً  ومن ثم مُدرسّاً فيه، لكن المرحلة الصعبة التي مرَّ بها الفنان، كانت قد تمثّلتْ بإصابته بالجلطة الدماغية مؤخراً واضطراره لاستخدام العكاز لمساعدتهِ في المشي والحركة، وهي المرحلة التي تسرّبتْ فيها الى نفسِهِ مشاعر الإحباط  والعجز جرَّاء المعاناة والمرض مع شعورٍ وإحساسٍ متنامٍ باقتراب النهاية.