مسؤولية المؤسسة التربوية في محاربة الفساد

آراء 2021/02/05
...

 د.عبد الواجد مشعل
 من أول الواجبات التربوية والأخلاقية للمؤسسة التربوية، تنشئة جيل جديد قائم على مبادئ النزاهة من خلال تبني برامج تربوية سليمة، يتسلح بها الجيل الجديد قبل أن تكون ظاهرة الفساد تنتقل من جيل إلى آخر، وعلى الأوساط التربوية دق خطر الفساد الإداري والمالي في المجتمع العراقي، وتعلن برامجها التربوية المقترحة للحد من مخاطر الفساد على الشخصية العراقية، تلك الشخصية التي اتسمت في المرحلة الحالية باستحداث كثير من الصفات الثقافية السلبية، التي لم نكن نعرفها من قبل، وإزاء هذا الخطر وازدياد مظاهر الفساد في المجتمع، ينبغي أن تشعر المؤسسة التربوية بواجباتها الأخلاقية إزاء الإنسان، وان تعمل بكل إمكانياتها المتوفرة لتقويم السلوك الأخلاقي والمسؤول في نشر الوعي الاجتماعي بين تلاميذها وطلبتها في مراحلها المختلفة، مؤشرة الى جسامة ظاهرة الفساد المستشري في الدولة العراقية، والعمل على وضع فلسفة تربوية تعيد الى الشخصية العراقية أو الإنسان العراقي اعتباره، فالمجتمع العراقي وفي مرحلة سابقة وفي مطلع السبعينيات لم يكن يعرف مظاهر الفساد بهذا الشكل المخيف، حتى جاء ترتيب العراق من بين دول العالم بالشفافية بالمرتبة السابعة، كما جاء( بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية في السبعينيات) وانه خال من الفساد ومن ظواهر أخرى، كتعاطي المخدرات تماما، وهذا يشير الى نظافة المجتمع من الظواهر الخطيرة، واليوم والعراق يمر بمرحلة صعبة، ما يجعل المؤسسة التربوية تقف أمام المجتمع موقفا صعبا، ويلقي عليها مسؤولية تاريخية في نهضة نفسها أولان بعدما تراجعت عما كانت عليه في المراحل الماضية بسبب سلسلة من المتغيرات (السياسية والاجتماعية والاقتصادية) المؤثرة في منظومة القيم الأخلاقية، لاسيما خلال فترة الحصار الاقتصادي وما تلاها، مما وضع التلاميذ والطلبة والقائمين عليها بظروف حرجة، ما يحتم اليوم عليها فرض إجراء مراجعة نقدية لمناهج الدراسة من اجل تغييرها، ووضع استراتيجية تربوية تهنئ الظروف الموضوعية لتقويم العملية التربوية برؤية جديدة، تكون متناغمة مع التغيرات الحاصلة بالمجتمع، بحيث يكون الطلبة في المراحل التعليمة كافة مشدودين الى برامجها، ويستمعون الى المعلم والأستاذ باهتمام مسؤول، وهي مهمة ينبغي أن تحتل الأولوية في برنامج التربويين والتدريسيين، حتى يمكن إيجاد الآليات اللازمة لمحاربة الفساد بكل أنواعه، وتقويم تلك الآليات باستمرار، فإذا صلحت المؤسسة التربوية صلحت المؤسسات الأخرى في الدولة سواء على المدى القريب أو 
البعيد.