حمزة مصطفى
عدنا الى «السالوفة» القديمة أيام الأيدولوجيات الشمولية، حين تعطس موسكو «تنشل» الأحزاب الشيوعية في المنطقة. أو إذا قالت غولدا مائير من فتى قال كيسنجر «خلت إنني فلم أكسل ولم أتبلد». ولأن لليسار الطفولي مثلما كان يسمى آنذاك، ربما من قبل خصومه، حصة فإنه في حال ارتدى كاسترو بدلة جديدة نفس الطراز واللون والياخة ودخن البايب تقدح حناجر الشعراء بالقصائد على وزن «أدك روحي نذر للجايب بشارة».
لكن الأيام دول وكذلك الأيديولوجيات. مات ماتوسي تونغ ولحقه شواي لاي، وعلى جبهة الدب الروسي رحل بريجنيف فسوسولف الذي كان سيفه باشطا في التكفير الأيديولوجي. الموت أسرع ممن تبقى من عجائز الكرملين. أندروبوف ومن بعده تشيرننكو حتى جاء غورباتشوف «هادم اللذات ومفرق الجماعات». في الطرف الآخر من العالم كان ريغان منتشيا بسلسلة انتصاراته، التي كانت تتوزع بين حرب النجوم وحرب إنهاك الخصوم، حتى إنهار بـ «ليلة مقمرة» جداربرلين. وقعت كل الفؤوس على كل الرؤوس.
كرت السنون، صار العالم قطبا أحاديا وأعلن فوكاياما «نهاية التاريخ». سرعان ماطلع له بوتين صفح، فأعاد كتابة التاريخ .. صفح. إنتصرت الصين على نفسها. إستبدلت تصدير الكتاب الأحمر بدشداشة شاكر ويشماغ بروجي. ليس لمنطقتنا دخل بمن راح وبمن جاء. رحل أصحاب الألقاب الرنانة والطنانة. حل أوباما الأسود في البيت الأبيض. وجاء الهدهد يخبرنا أن الألمان تحكمهم إمرأة ولها عرش عظيم. مشكلتها إنها لا تملك ساقي بلقيس. بقينا نتفرج «ع الرايح وع الجاي». لهونا أربعة أعوام الإ سنة مع ترمب، فلقد حلت الجائحة. عادت الشتائم بين بكين وواشنطن وفي غفلة من الشتائم دخل بايدن «حفظه الله ورعاه» وفريقه البيت الأبيض من أبواب متفرقة. فالديمقراطية الأميركية وبعد غزوة الكابيتول طلعت مثلنا
«خرنك». ماذا في جعبة بايدن؟ لا أحد يدري. ربما نسأل عن ذلك «ربعنا» الذين بعثوا له رسائل تهنئة يحتاج 6 شهور لفرزها والرد عليها. كلما تحدث بايدن صمتنا. إذا عطس تناولنا «الفلو أوت» نيابة عن سيادته. لكن وجود لنا في خطاباته. هل «دك الناقصة»؟ الم يكن مخبوصا بنا من قبل؟ لنحمله على 70 محملا؟