جامع مطار المثنى

آراء 2021/02/08
...

   علي لفتة سعيد

سمعت مرة من خبير اقتصادي ان الجامع الذي اراد تشييده النظام السابق على أرض مطار المثنى، لا يمكن تكملته كجامع ولا يمكن تركه لأنه يعني خسارات مليارات الدنانير، ولذا اقترح الخبير الاقتصادي ان يتحول مشروع الجامع الى مشروع اقتصادي أو تربوي، كأن يتحول الى جامعة عراقية مهمة حتى لو تم نقل جامعة بغداد له، فموقعه ومساحته وطراز بنائه مهم جهدا.. 

وهو الامر الذي تذكرته وأنا أقرأ خبرا مهما من أن وزارة الثقافة والسياحة والآثار تريد بناء متحف دولي على أرض مطار المثنى الفارغة، وتريد الحصول على قطعة أرض ضمن المساحة الكلية الفارغة المترامية التي تقطع السيارة الطريق من ساحة عدن حتى الباب الشرقي وكأنها تقطع الطريق الى مطار بغداد الدولي.. وهو أمر جيد أن يكون لنا متحف عالمي، يضم كل القطع الاثرية سواء الموجودة في المتحف الوطني الحالي في علاوي الحلة أو الموجودة في دول العالم، والتي سبق أن نشرنا مقالا في جريدة الصباح نقترح فيه بضرورة استثمار الاثار الموجودة في تلك الدول بتقسم الايرادات مع متاحف العالم، بدلا من جلبها وايداعها في متحف لا يزوره أحد ولم يتطور فيه العمل.
 ورغم ان المقترح ذاك كما اعتقد واجه عدم الرضا من الوزارة، لأنها عدته تدخلا او انتقاصا فان خبر انشاء متحف يجعلنا نؤيد الامر خاصة وان الموقع ممتاز، ولكن المقترح الذي نريده أن يكون بمحبة ليس بالحصول على قطعة أرض من مساحة المطار، بل بتحويل الجامع المبني والذي يعد واحدا من القصور التي لم تكتمل منذ سقوط النظام السابق وحتى الان.. وهو ما يعني من الاهمية استثمار المشروع بطريقة مهمة، واعتقد انه لو عرض على المختصين سيكون واحدا من أكبر المتاحف في المنطقة، بل وأعتقد في العالم، كونه يحمل طرازا ما بين الحداثة والتاريخ الاسلامي، وإذا ما تم تنفيذ المتحف فان الامر يحتاج الى تكاتف الجميع والعمل مع منظمات الامم المتحدة واليونيسيف مثلا وان تقوم وزارة الثقافة والسياحة والاثار وهي الجهة القادرة على بلورة هذا المقترح ودراسته بشكل مهم ومستفيض، وهي ستضرب أكثر من حجر في آن واحد، اولها حجر بناء اكبر متحف والثاني انها أنهت ازمة الجامع نفسه كونه بدأ بالتأكل منذ أكثر من 17 عاما، والحجر الثالث إن المتحف سيكون اعلانا لإعادة وجمع وحفظ وعرض أغلب القطع الاثرية العراقية، سواء في الداخل والخارج والذي سيتبعه تنظيم دعوات لزيارته بالاتفاق مع الشركات السياحية، التي ستضع في برنامجها زيارة لوفودها الى المتحف.. انه مقترح نضعه امام الوزارة بمحبة كاملة، فالقاعات كثيرة وسيتم فيه تقسيم القطع الاثارية على مراحلها التاريخية، حينها سيكون المتحف مضاهيا حتى للمتحف المصري الذي ينفذ في منطقة الجيزة، لأنه أي المتحف يدر الملايين من الدولارات سنويا.