هناء مهدي
إشعار من تطبيق فايبر عن الخصوصية تلقيته على هاتفي أثار فضولي، وحين بحثت عن الموضوع، تبين أن هناك يوماً عالمياً لخصوصية البيانات تحتفل به الدول والشعوب منذ العام 2007 في يوم 28 من شهر كانون الثاني من كل عام.
هذا الإشعار حفز لديّ عدة تساؤلات، أبرزها: هل ما زالت هناك خصوصيات في عصر وسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعي؟هل حقاً بإمكاننا أن نحافظ على
خصوصياتنا؟
أنظر إلى ابني الذي لم يتجاوز العاشرة من العمر، وابنتي التي لم تخط نحو المدرسة بعد، وهما يقضيان معظم وقتهما بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، وغالباً ما أنتبه لابني وهو يتحاور مع أصدقائه ومن يشاركونه اللعب والتصفح عبر مكبر الصوت (المايك) فأزجره لغلق الصوت حفاظاً على خصوصيتنا المباحة، رغم أن هناك ما هو أهم من الخصوصية، وهي صحتهما وسلامة نظرهما اللذان قد يتأثران من ملازمة الهاتف والـ(آي باد)، لكنني لا أجرأ على منعهما من ذلك بسبب ظروف الوقاية من وباء كورونا، الذي اضطرنا إلى البقاء في المنزل وما من وسيلة أخرى للتسلية غير التكنولوجيا، وأمر آخر وهو أنهما بدءا يكتسبان معلومات وثقافة ما كنت لأفكر أن أعلمها لهما، بل أن هذه التكنولوجيا ساعدتهما في تعلم الكثير من الأمور قبل أوان استحقاقها، مثل الحساب وبعض الكلمات الإنكليزية وأشياء أخرى لن يتعلماها في المدرسة إلا بعد سنين طويلة.
ربما يعبر هذا عن مدى تخلفنا تكنولوجياً وعجزنا عن ابتكار وسائل لحمايتنا من هذا الهجوم التكنولوجي المتواصل، الذي نقف أمامه عاجزين ومجردين من أي سلاح يؤمن لنا الحماية، خصوصيتنا المرهونة بقدرات وإمكانيات الآخرين باتت مباحة ومشاعة بسبب تجاهل المواهب والقدرات العراقية.
قبل أيام قرأت عن شاب من محافظة صلاح، الدين تمكن من تصنيع طائرة مسيرة، كنت أظن أن الأمر لم يعد ذا أهمية بعد أن نجح عشرات الشباب العراقيين بتصنيع هذا النوع من الطائرات، لكن حين بحثت عنه تبين أن الطائرات العسكرية سلاحاً خطيراً ومعقد جداً، والشركات العالمية تتنافس على صناعته وتطويره وبأسعار باهظة، في حين تمكن هذا الشاب من صناعته بإمكانيات محدودة ومتواضعة، وأهداه للقوات الأمنية من دون ثمن، فهل وجد هذا الشاب وغيره من يحتضنهم كما تفعل دول العالم؟.