بماذا يفكر الارهابي؟

آراء 2021/02/10
...

  كاظم الحسن

ربما هذا السؤال، عصي على الاجابة، لكونه ينطوي على كائن، عالمه السري هو القتل، برمج لأجل الموت وهو يرحل قاتلا ومقتولا ولايفقه بما اقدم عليه من جريمة، والا هل يمكن لإنسان أن يقدم على هكذا فعل دموي وهو في كامل قواه العقلية؟. 
لنأخذ الجانب الاسري لديه الا يفكر بالناس الذين يحبهم قبل اقدامه على هكذا جرائم مروعة، وما مصيرهم، من المعروف ان المحاكم التي تصدر حكم الاعدام على شخص ما، يكون عادة السؤال عن رغباته، قبل فراقه الحياة وهي عادة ما تكون عن أمنيته في لقاء من يحب في الارض وهو شعور انساني طبيعي، يعيشه كل انسان، لكن تخيل انسان، رغبته القصوى في قتل اكبر عدد من الناس، هذا مايساوره في لحظات الجريمة التي يقدم عليها، لنأخذ علاقة هذا المختل مع المرأة، طبعا لايمكن ان تكون طبيعية او يتخللها الحب، او الود، اي لايوجد فيها جانب انساني. 
طبعا نعلم ان علاقتهم مع النساء هو السبي والاغتصاب كما حدث مع النساء الأيزيديات (او ما يسمى جهاد النكاح!)، وهو وجود نساء يحملن الافكار نفسها، يقمن بوهب انفسهن لهم تحت هذا المسمى، والنتيجة تحتار دولهم او الدولة التي حاربوا فيها، بأطفالهم وأسرهم، بل ان مناطقهم ترفض عودة اهلهم وهو ما خلق مشكلات اجتماعية كبيرة في عودة النازحين، الى اماكن سكناهم الذين يشتبه بقيام ذويهم باعمال ارهابية، تسببت بمقتل العديد من الناس .
يشكل الارهابي مشكلة له و لمن حوله، حتى في دول اوروبا، التي لها امكانيات علمية وتقنية هائلة، رفضت عودة الارهابيين الذين يحملون جنسياتها، انهم يحملون فكرا موبوءا أسوأ من كورونا، ربما الاخيرة لها علاج او لقاح، لكن كيف التعامل مع هكذا فكر ظلامي وسوداوي، ما زال أصحابه يؤمنون به ويدافعون عنه وهم في الأسر؟، لذلك اعادة تأهيلهم للحياة مهمة صعبة جدا ومكلفة، فهم حتى المدن يحيلونها خرابا، فتراهم في الصحارى يهيمون، تشبعوا بافكار الدم والموت والتكفير ولم تعد لديهم الحياة سوى قتل الآخر.
يقول احد قادة طالبان عن اعدائهم الاميركان، انهم لا يضعون الساعة على معصمهم، لذلك نحن سوف نغلبهم، وهو يشير بذلك انهم يحبون الحياة وفيها فواصل للأسرة، للسياحة ، للاجازة وهذا شيء لايفقهونه، فكيف يمكن اعادتهم الى الحياة الطبيعية وهم يحاربونها؟ . حقيقة العالم يحتار في كيفية التعامل معهم ولذلك انهم منبوذون ولا احد يستقبل أسرهم اليس في ذلك عبرة لهم؟ .