هناك غموض وشح في المعلومات الخاصة بلقاحات كورونا التي تعاقد عليها العراق والتي سيتم استخدامها خلال الاسابيع القليلة المقبلة، وان الدفعة الاولى منها تقدر بثلاثة ملايين جرعة سيتم توزيعها مجانا وكمرحلة اولى بين فئات محددة، وهم منتسبو وزارة الصحة وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ومنتسبو القوات الأمنية والذين لاتوجد احصائيات رسمية عن 

اعدادهم.

هناك شركات عديدة تنتج اللقاح لكن العراق تعاقد على شراء 1.6 مليون جرعة من لقاح "فايزر ـ بيونتيك" فضلا عن الاتفاق المبدئي على استيراد 8 ملايين جرعة من اللقاح البريطاني "أسترازينيكا" عبر منصة "كوفاكس"، وستصل على مراحل بدءا من نيسان المقبل علما ان "كوفاكس" هي منصة أقامتها منظمة الصحة العالمية، في محاولة للسماح بتوزيع منصف للقاحات 

كورونا.

مع تصاعد حالات الاصابة وتحذيرات وزارة الصحة العراقية والخشية من وصول فيروس كورونا المطور الى العراق الذي هو أشد فتكا وأكثر انتشارا وقدرة على اختراق الجهاز المناعي للجسم  امام هذه الحالة المواطن العراقي بحاجة الى معلومات اضافية عن هذا اللقاح من الجهات الرسمية مثلا ماهي الاثار الجانبية له، وعدد الجرعات التي سيتم اخذها ومواعيد واماكن توزيع اللقاح؟ وهل هو اختياري ام اجباري؟ وما السقف الزمني لتوزيع هذا اللقاح على جميع العراقيين البالغ عددهم 40 مليون نسمة؟ وغيرها من المعلومات التي يفترض تقديمها عبر وسائل الاعلام وخاصة الفضائيات ليطمئن المواطن من هذا اللقاح ويشجعه على استخدامه وعدم العزوف عنه خاصة وانه كلف ميزانية الدولة مبالغ 

طائلة.

كوفيد - 19 باقٍ بحسب خبراء في الصحة العامة وستستمر عمليات التلقيح في العالم حتى عام 2024 وخلال هذه الفترة قد نتخلص من هذا الوباء وينتحر ويختفي فجأة كما حصل مع وباء الانفلونزا الاسبانية الذي ظهر مطلع القرن الماضي وأودى بحياة 50 مليون انسان، او قد يتطور وتظهر سلالات جديدة كما حصل ويحصل مع فيروس كورونا المستجد؛ لذلك لا بد من التعامل بجدية وموضوعية مع هذا الموضوع الذي سيؤثر في حياتنا التي اعتدنا عليها ويغيرها ويقلبها رأسا على عقب.