الفضاء المفتوح

آراء 2021/02/19
...

 حسين علي الحمداني

توجيه الرأي العام لم يعد مسألة سهلة في عالمنا هذا، في السابق كانت تكفي محطة تلفازية واحدة أن تصنع رأيا عاما لقضية ما دون أن تجد من ينافسها في طرح الرأي الآخر، وهذا الأسلوب ظل معتمدا عقودا طويلة في حقبة الفضاء المغلق بإحكام من دون السماح بمرور ما ترغب بمنعه السلطات من مطبوعات أو أفلام أو أشرطة
صوتية.
الآن نحن نعيش مرحلة الفضاء المفتوح أمام الجميع وللجميع من دون استثناء ولم تعد محطة تلفاز واحدة تكفي لتعبئة الرأي العام بشأن قضية معينة، بل قنوات قمر صناعي بأكملها لا تأثير لها في ذلك خاصة وإن التلفاز أو الراديو أو الصحيفة ليست الوسائل الوحيدة للحصول على الخبر والمعلومة والتوجيه، بل هناك ما هو أهم منهم وبمتناول الصغار والكبار من يجيد القراءة والكتابة ومن لا يجيدها لأن هناك من ابتكر وسائل الوصول للأميين بل وجعل منهم أصحاب صفحات تواصل اجتماعي مؤثرة في صناعة الرأي كل في منطقته أو 
محيطه.
إنها وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها إنها جميعا تؤدي إلى الفضاء المفتوح، ومن ثم أصبح كل منا (مواطن عالمي) يحق له نشر رأيه بسهولة، ويناقش آراء الآخرين ويتقاطع معهم أو يؤيدهم بحسب ما يرتئيه، ووجدنا أن الكثير من الأحداث المحلية والعالمية انطلقت من العالم الافتراضي وانتقلت للواقع وأحدثت تغيرات كبيرة في 
المجتمعات.
وهذا يعني أن للفضاء المفتوح تأثيرات كبيرة جدا في لفت نظر الرأي العام لمسألة معينة خاصة، وأننا نستخدم هذا الفضاء بعشوائية وسلبية كبيرة جدا، ومن ثم نجد أن وسائل الإعلام التقليدية التي تستخدمها الحكومات لم تعد نافعة ومؤثرة في توجيه الرأي العام وإقناعه، وعلينا هنا أن نبحث عن وسائل الوصول للمواطن عبر (موبايله) ووجدت أن الكثير من دول العالم أدركت بوقت مبكر جدا أهمية مواقع التواصل الاجتماعي ودورها في نشر الوعي وصناعة الرأي العام فاستثمرت ذلك بطريقة صحيحة وهذه النقطة مهمة جدا خاصة وأننا نجد اليوم بيننا جيلا يحمل ثقافة ما يشاهده في مواقع التواصل الاجتماعي بكل أنواعها ويتصرف وفق
ذلك.