سرور العلي
يلجأ كثيرون إلى ترك كلمات غير مرغوب بها أو تثير الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف إثارة ردود الأفعال، والتمتع بغضبهم وهو ما يعرف بـ “التصيد”، إذ يعد من الأساليب المعتمدة وهو أقرب ما يكون إلى التنمر الذي يهدف لإيذاء الآخرين، وإبداء التعليقات السيئة على مظهرهم، وتؤدي نتائج تلك الأفعال إلى الاضطرابات النفسية والاكتئاب، وأحيانا الانتحار، ويدرج هذا النوع من الممارسة ضمن الجرائم الالكترونية.
ويتصف من يقوم بفعل التصيد بالانطواء، والاستمتاع برؤية الآخر وهو يتأذى، وغير اجتماعي وعدواني، ومتلاعب في المشاعر، ولا يتمتع بالتعاطف؛ لذا فهو لا يستوعب معاناة ضحاياه، ويرتبط التصيد مع السادية والنرجسية، لجذب انتباه الآخرين، والشعور باهتمامهم وإزعاجهم، وبالتفوق عليهم لذلك يرغب بعض الأفراد إلى وضع حساباتهم الشخصية في وضعية “الخاص”، تجنبا من التعرض للتصيد.
ويحدث عادة التصيد للشخصيات المشهورة، وابتزازهم لمقارنة أنفسهم بهم، وإرضاء رغباتهم المكبوتة وذاتهم، ويمكن القضاء على المتصيدين من خلال عدم إطعامهم، وذلك بالتوقف عن الرد عليهم لإفشال خططهم، والإبلاغ عن حساباتهم، وتجنب الهبوط إلى مستواهم وتجاهلهم، وعدم التحدث عن الأذى الذي يصيبك بسببهم.
ويستخدم بعض المتصيدين للخداع الالكتروني والاحتيال على الآخرين، للحصول على بياناتهم الخاصة، أو كلمات المرور، وبطاقات الائتمان عبر برامج خبيثة وضارة كأن تكون روابط معينة، أو ملفات يتم تنزيلها، ويأخذ التصيد أشكالا متعددة، فيتم عبر البريد الالكتروني، أو إرسال الرسائل النصية، ويستهدف أحيانا منظمات وشخصيات سياسية، ومدراء شركات.
ومن العلامات التي تكشف المتصيد، هي محاكاته للحسابات التجارية، واحتواء عملياته الخادعة على أخطاء قد تكون لغوية، أو في الرسومات والخطوط، وممارسة أساليب التخويف، واستخدام بريد الكتروني غير رسمي، ولتجنب التصيد علينا وضع برامج تكافح الفيروسات للحماية من الخداع الالكتروني، والتي تكشف الروابط والرسائل المشبوهة، وتعطي الإنذار المبكر بشأن زيارات المواقع الاحتيالية، واختيار كلمات مرور معقدة، وتغيرها بين فترة وأخرى للحفاظ عليها من السرقة، وتفعيل المصادقة الثنائية للمعلومات التي تقوم بإدخالها كالبريد الالكتروني، ومنصات التواصل الاجتماعي، وخدمات التسوق والمصرف، وتعمل تلك الخاصية على إرسال رمز لهاتفك عند تسجيل الدخول، للتحقق من هويتك، وإنقاذك من المحتالين.