أحياء أرضية قادرة على العيش في المريخ

الصفحة الاخيرة 2021/02/24
...

 ستوتي مشرا *
 ترجمة: أنيس الصفار                                       
 
 
 
توصلت دراسة جديدة لوكالة الفضاء "ناسا" أن انواعاً من الحياة الأرضية قد تستطيع العيش لفترة مؤقتة في أجواء مقاربة لأجواء المريخ. هذه النتائج ستمكن العلماء من فهم أوسع لمجالات استغلال البيئات الأخرى خارج كوكبنا.
في هذه الدراسة المشتركة امتحن علماء من وكالة "ناسا" والمركز الجوفضائي الألماني قدرة أنواع من الكائنات المجهرية على البقاء حية عند تعريضها لظروف مماثلة لظروف الكوكب الأحمر، وذلك عن طريق إطلاقها بواسطة بالونات حلقت بها الى ارتفاعات شاهقة. 
وجدت الدراسة أن بعض تلك الكائنات قد تمكن من البقاء حياً في نهاية الرحلة. تقول "مارتا فليبا كورتيزاو"، وهي من المشاركين في الدراسة: "لقد اختبرنا بنجاح طريقة جديدة في تعريض البكتريا والفطريات لظروف مشابهة لظروف المريخ وذلك باستخدام بالون حمل أجهزة الاختبار الى أعالي الغلاف الجوي للارض".
اختارت الدراسة كائنات مجهرية ملازمة للانسان على الأرض واطلقتها داخل حاوية ضغطها معادل للضغط الجوي المريخي ومعبأة طول فترة الرحلة بمكونات مشابهة لمكونات اجوائه من اجل اختلاق ظروف مشابهة لظروف المريخ لا يمكن اصطناعها عند سطح الأرض. 
وضعت عينات الكائنات في طبقتين، السفلى منهما محمية من الاشعاع لأجل فحص تأثيرات الظروف الاخرى مثل الضغط والحرارة والجفاف. أما الطبقة العليا فقد عرضت لمستويات من الاشعة فوق البنفسجية تفوق بألف ضعف ما يمكن ان يصيبنا بحروق البشرة. 
تقول "كاترين سايمز"، وهي مشاركة اخرى: "في الرحلات المأهولة الطويلة الى المريخ يجب أن نعلم إن كانت الاحياء المجهرية الملازمة للانسان ستقدر أن تحيا على الكوكب الأحمر، لأن بعض هذه قادرة على التسبب بمشكلات صحية لرواد الفضاء، في حين ان بعضها الآخر قد يكون نافعاً جداً لأن بإمكانه انتاج الغذاء وبعض المواد الضرورية حتى بعيداً عن الأرض، وهذا سيكون بالغ الأهمية للحياة خارج كوكبنا".
لم تنجح جميع الكائنات المجهرية في تحمل الرحلة، ولكن أحد أنواع الفطر امكن انعاشه بعد عودته. يؤكد هذا البحث مدى اهمية الكائنات المجهرية في تحري امكانيات الحياة والبقاء خارج كوكبنا بالنسبة للانسان.   
 
*عن صحيفة الاندبندنت