لغة الحوار

الصفحة الاخيرة 2021/02/28
...

حسب الله يحيى 
الحوار: لغة تفاهم بين اثنين او اكثر، يراد عن طريقه اكتساب معلومات ومعارف وافكار الاخر، الا أن ما نشهده اليوم في اجهزة التواصل والفضائيات والصحف، ظهور حوارات غريبة وفجة .
السائل لا يعرف شيئاً عمن يحاوره، كما لا يتقن 
طبيعة توجيه السؤال، ولا استجواب الاخر للحصول على ما ينبغي معرفته، كما لا يعطيه فرصة كافية للاجابة وانما يعمل على مقاطعته في محاولة منه لابراز 
كفاءته في ادارة الحوار، وقد يدفع السائل ضيفه الى تقديم سيرة ذاتية لا تعني سوى صاحبها ولا تفيد المتلقي في شيء، وبذلك يقدم اعلاناً لمن تقدم المحاورة معه .
في حين يفترض أن يكون الحوار فرصة للكشف عن قضايا وشؤون جديدة لم يتم الكشف عنها من قبل، اذ نتبين من الحوار مدى عمق الاخر وجدوى الحديث معه وغنى الافكار التي يتم الكشف عنها في هذا الحوار، وكان من المهم جداً أن تتوجه الاجهزة الاعلامية المختلفة لاختيار اشخاص على دراية ومعرفة بمن يحاورونه، ويفضل أن يكون بمستوى قريب لمن يحاوره، او له اهتمام ابداعي وثقافي مماثل او على قرب من مشاغله التي يعنى 
بها، لا أن يكون طارئاً عليه او دخيلاً على عوالمه،  فمثل هذا الحوار لا يحصد منه الا ضياع الوقت وهدره من دون فائدة مرجوة.
ان خصوصيات كل امرئ تعنيه ولا تعنينا في الغالب كما ان لكل شخص عالمه وخصوصيته في الطعام والمنام 
والملبس وله ذائقته وطقوسه، فما جدوى أن 
نشغل المتلقي بها؟، فالحوار لغة سامية مشتركة 
يراد بها نقل الرؤية ومدى جدواها وانعكاساتها 
علينا وما مصداقية هذه الطروحات الذي يقدمها؟، وعندما لا يكون هناك موقف محدد ولا معطيات معرفية مضافة، فان الحوار يتحول الى استهلاك لفظي وثرثرة عابرة.