اشتباه!

الصفحة الاخيرة 2021/03/02
...

حسن العاني 
 في الرابع من شباط العام الحالي احتفلت اسرتنا بعيد ميلاد والدتي التي أكملت السادسة والتسعين من العمر، ومن افضال الله عليها وعلينا انها ما زالت تحتفظ بكامل عافيتها، مثلما تحتفظ بذاكرة متوقدة يفتقر اليها ابن العشرين،  بحيث تستطيع التحدث عن الفيضانات التي شهدها العراق او تتويج الملك فيصل الأول او انقلاب 14 تموز بتفاصيل مذهلة وكأنها ماثلة امامها الان، والغريب انها تذكر حتى اليوم والشهر 
والسنة !
ووالدتي- اطال الله عمرها وعافاها – تعلمت القراءة والكتابة عند (الملالي) وطالما حدثتنا عن ( الملاية فضيلة) التي ختمت القرآن على يديها وتعلمت مبادئ القراءة والكتابة، وغير هذا فهي تتمتع بذكاء لافت للنظر جعلها تعرف شيئاً من كل شيء، ولو تهيأ لها اكمال دراستها الجامعية مثلاً لأصبحت علماً متميزاً يشار اليه بالبنان من اعلام السياسة او الاقتصاد او الطب او اللغة، ومما يستحق الإشارة انها الى عشر سنوات خلت كانت تقرأ المطبوعات التي انشر فيها وتسأل وتناقش وتنقد قبل أن تخذلها عيناها وتتوقف عن
المتابعة، 
ومن طريف ما يحضرني، انني كنت ارافقها بعد عودتنا من مدينة الكاظمية، حيث ادينا الزيارة وتناولنا العشاء، كان ذلك على وجه التحديد قبل شهر على اخر انتخابات برلمانية شهدتها البلاد، وعند وصولنا الى احدى نقاط السيطرة ، أبطأ سائق التاكسي ثم توقف قليلاً، فوجئت بوالدتي تخاطبني منزعجة [ شوف ابني.. هذي مخالفة صريحة ولازم تبلغ عنها، انت صحفي ميصير تسكت ]، نظرت الى المكان الذي اشارت اليه فلم اكتشف أية مخالفة، فسألتها مستغرباً [ أين هي المخالفة؟] أجابتني [ الا تلاحظ ان جنود السيطرة يتدخلون في الانتخابات ويرفعون صور بعض المرشحين على حساب مرشحين آخرين ]، عندما نظرت الى الصور قلت لها [ هذه صور ممثلين وممثلات يعلنون عن فيلم جديد !]، بينما كنت اكتم ضحكتي بصعوبة، لان المكان الذي كانت تشير اليه هو مجموعة صور مطلوبين
للعدالة !.